الصمدي لدعاة التغريب: لا يمكن فهم أحكام الأسرة إلا ضمن منظومة متكاملة قائمة على المودة والرحمة

أكد خالد الصمدي، الأستاذ الجامعي والمسؤول الحكومي السابق، أنه لا يمكن فهم القوامة والولاية، ونظام الإرث، وأحكام الزواج والنفقة وأحكام الطلاق، وحقوق الاطفال وغيرها من أحكام الأسرة إلا هذا في هذا السياق الشرعي،وضمن هذه المنظومة المتكاملة التي قوامها المودة والرحمة، وعنوانها الإمساك بالمعروف أو التسريح بالإحسان.
وأوضح الصمدي في مقال نشره بحسابه على فيسبوك، أن خطاب الله تعالى المتعلق بحقوق وواجبات كل من الرجل والمرأة، إنما هو خطاب داخل نموذج متكامل المقومات والخصائص، نموذج مبني على الايمان بالله والوقوف عند حدوده في أحكامه والتمسك بأخلاق العشرة، والتضحية من أجل بناء الأسرة وحفظها واستمرارها  بمنطق تعبدي لتتحقف مهمة الاستخلاف  وتنتقل عبر الاجيال.
وشدد الكاتب، أن أي تداول لهذه المفاهيم بمعزل عن هذه المنظومة وخارجها، وفي سياقات انهيار  القيم وضعف الإيمان وضمور منسوب الثقافة الشرعية ومقاصدها، وشيوع ثقافة الاستهلاك والضغوطات المادية وما إلى ذلك، سيجعلها تفهم على غير قصدها وغايتها.
وأردف، فيتحول النقاش بشأنها من المجال التربوي والإيماني والتوعية بالثقافة الشرعية من أجل تنزيل أمثل للنموذج الشرعي، إلى نقاش حقوقي قانوني صرف، يحاول كل طرف فيه أن ينتزع  مكتسبات لصالحه  بمنطق انتهازي، فيتحول  هذا النقاش إلى حوار الطرشان لأن كل فريق لن يعدم استعراض نماذج من الواقع تدل على ظلم أو انتهاك حقوق أو طغيان في التصرف  من الرجل أو من المرأة.
وهكذا، يسترسل الصمدي، يحسن معظم المنتصرين للمنظومة الشرعية حين يتناولون قضايا الأسرة في إطارها الشمولي سالف الذكر، في حين يخطئ بعضهم فيسقطون  في الاستجابات الإعلامية في شراك  النظرة التجزيئية حين يحرصون على إبراز مقاصد الاسلام وأحكامه الثابتة في قضايا بعينها بمعزل عن النظرة الشمولية للمنظومة في كل أبعادها الشرعية والتربوية، بل إنهم مع كامل الأسف لا يستحضرون حتى السياق والواقع كما استحضرته الشريعة وعالجته بمنهجية علمية وتربوية متدرجة.
وتابع، وفي هذا السياق، تبرز أهمية  الوعي بمنهجية الدفاع عن النموذج الأصيل بمقوماته القطعية نصا ومقصدا في علاقة بالسياق وظروفه وإكراهاته.
وأضاف، وذلك باستحضار منهجية القرآن الكريم في إحلال النموذج الراشد محل النظام الفاسد بالتدريج في كل الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية في عصر الرسالة، حتى استقر النموذج الجديد واستمر، وهو منهج متكامل الأركان في الذكر الحكيم.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.