على رأسها “الفردانية” “غياب التآزر” “الاستهلاك”.. تحديات تواجه الأسر مغربية

حددت دراسة برلمانية أجراها مجلس النواب، مجموعة تحديات داخلية وخارجية تواجه الأسرة المغربية، وذلك ضمن الدراسة التي أعدها المجلس مؤخرا حول: “القيم وتفعيلها المؤسسي: تغيرات وانتظارات لدى المغاربة”.
وأوضحت الدراسة، أن التحدي الأول ضمن ما هو داخلي، يتمثل في الفردانية المتصاعدة، إذ تشكل بحسبها أمرا صعبا يهدد لحمة الأسرة المغربية، خاصة لما نأخذ بعين الاعتبار ما قد ينجم عنه من صراع بين أفراد الأسرة الواحدة، بينما يتجلى التحدث الثاني في تراجع قيم التآزر وهو أمر ناجم بحسب الدراسة عن تزايد العزلة والتفكك بين أعضاء الأسرة الواحدة، وما صاحب ذلك من تغير في مفهوم الأسرة، حيث أصبح الاهتمام منصبا على الأسرة النووية بالأساس.
أما التحدي الثالث فيتمثل في تزايد النزعة نحو قيم التملك والاستهلاك، حيث يرتبط هذا الأمر بتوسع قيم الفردانية، بالإضافة الى تحولات السوق وما فرضته من تغير متسارع في الثقافة الاستهلاكية، ملفتة إلى أن تنامي هذه النزعة يدعمه ازدياد حضور وصلات الإشهار كمؤثرات غيرت من قيم الفرد بالموازاة مع اتساع حضور الاعلام الجديد في حياة الأفراد.
وبخصوص التحديات الأخرى، فقد أشارت الدراسة ذاتها، إلى تزايد القيم النفعية بدل التركيز على التضحية لمصلحة الأسرة، بالإضافة إلى التحدي المرتبط بثقل الأدوار والمسؤوليات المسندة للأسرة في حماية أفرادها وهو أمر ناجم بحسب الدراسة، إلى غياب مؤسسات الرعاية والحماية الاجتماعية التي من شأنها أن تساهم في إعادة إدماج الأفراد والفئات في وضعية صعبة والتكفل بهم.
ومن التحديات التي أثارتها الدراسة والتي تهدد تماسك الأسر المغربية، فقدان الكثير من القيم التي سادت لزمن طويل مثل التواصل، تقدير الغير، التعاون، حل الخلافات داخل الأسر..
تراجع قيم القناعة والكفاف من ضمن التحديات التي أبرزتها الدراسة أيضا، حيث أصبحت بحسبها، التطلعات المادية غالبة على الحياة الأسرية، بحيث أضعفت قيمة “القناعة” لدى الأسر، بالإضافة إلى ضعف قيمة الانصاف في الحياة الزوجية، حيث تخرج المرأة الى العمل مثلها مثل الرجل لكنها تتحمل أعباء المنزل وتربية الأطفال بمفردها.
أما التحديات الخارجية، فقد أجملتها الدراسة، في تأثير التطور التكنولوجي على التماسك الأسري، حيث إن المدة التي يقضيها الأولاد في الألعاب الإلكترونية ومشاهدة التلفاز تفوق المدة التي يقضونها مع أهلهم، فضلا عن تحدي غياب التواصل وتراجع قيمة الانفتاح على الجوار وغيرها من التحديات.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.