ياسر الزعاترة: هستيريا التطبيع مع السعودية في الخطاب الإسرائيلي الأمريكي ودلالاته

ياسر الزعاترة


‏يوميا وبدون انقطاع منذ 7 أكتوبر، بل قبل ذلك، هناك هستيريا يومية (إسرائيلية أمريكية) عنوانها التطبيع مع السعودية حتى إنهم اخترعوا نظرية تافهة تقول إن “طوفان الأقصى” كان لإفشال ذلك التطبيع، مع أن كل عاقل يدرك أنه كان في طور الإعداد قبل زمن طويل من فتح ذلك الملف.

‏السؤال هو: ما تفسير ذلك؟

‏دعك مما يعرفه الجميع، لجهة أهمية البلد ورمزيته، لكن ما نحن بصدده يؤكّد ما ذهبنا إليه مرارا من قبل من أن الصهاينة لا يريدون مطلقا أيّ مسار يفرض عليهم انسحابا من الأراضي المحتلة عام 67، أو وجود دولة فلسطينية حقيقية، ولو (منزوعة السلاح).

‏الأمر بسيط لمن يعرف أبجديات المشروع الصهيوني.

‏”يهودا والسامرة”، أي الضفة والغربية هي “وعْد الرب”، وهي جوهر المشروع، والقدس (الهيكل عنوانها) هي روحه، والتنازل عنها يعني إسقاط المشروع.
‏التطبيع مع السعودية يعني فتح باب التطبيع مع بقية الدول العربية والإسلامية وتهميش هذا الملف برمّته، ما دام الحصول على توقيع عربي إسلامي بالتنازل عن القدس والمسجد الأقصى مستحيلا. إنه “السلام الاقتصادي”، حيث التنمية والاستثمار والحب والسلام. أما القضايا الحساسة، فيمكن تركها للأجيال القادمة، أي شطبها بتعبير أدق، بل إن الحلم الصهيوني يقول إن فلسطينيي الضفة الغربية (يهودا والسامرة)، سيرحلون طوعا للبحث عن فضاء عيش أرحب!

‏هذا هو الحلم الصهيوني، لكنه مجرّد حلم، يتم خلطه راهنا بوقف الحرب على غزة مقابل استبعاد حماس من حكمها (وإنقاذ الأسرى طبعا)، ومن ثم إعادة الإعمار بأموال عربية.

‏سيحلمون كما حلموا من قبل بعد “أوسلو”، وبعد احتلال العراق، وكما كانوا في ذروة الأحلام قبل “الطوفان”، لكن أحلامهم ستتكسر على صخرة الإيمان والإرادة لشعب عظيم كسر هيبتهم على نحو لم يتخيّلوه، ولم يتخيّله العالم أجمع.

‏تبقى نقطة وهي الأمل بألا تتورط القيادة السعودية بقبول التطبيع مقابل “عملية تفاوضية”، وأن تصرّ على “المبادرة العربية” التي جعلته (التطبيع) لاحقا على الحل، وليس قبله. هذا طبعا رغم رفضنا لكل الحلول المطروحة، ومن ضمنها “المبادرة” وما شبقها من حلول.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.