خبراء يشرحون الدلالات السياسية والإعلامية لظهور أبو عبيدة بالصوت والصورة

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، نضال أبوزيد، أن ظهور أبو عبيدة -الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عزّ الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- يوم أمس حمل عدة رسائل، أبرزها أن هذا الظهور الأول بالصوت والصورة منذ 23 نونبر الماضي، ما يؤكد قدرة المقاومة على إعادة بناء نفسها مع كل مرحلة.
وأضاف أبوزيد لـجريدة “الأردن 24”، كما أن فيديو أبوعبيدة جدد التأكيد على مصداقية المقاومة من خلال تلخيص الناطق العسكري ملحمة الـ 100 يوم من العمليات بتقدير موقف سريع مكتمل الأركان شرح فيه ما حدث وما يحدث وما ستقدمه المقاومة في البعدين السياسي والتكتيكي.
من جانب آخر، اعتبر المتحدث ذاته، أن مقاطع الفيديو المصوّرة التي بثّتها المقاومة الفلسطينية خلال الساعات الماضية تشير بكلّ وضوح إلى هشاشة المعدات والآليات العسكرية للاحتلال أمام ارادة المقاومة، مشيرا إلى أن تدمير الدبابات والآليات المدرعة والطائرات المسيرة وأثمانها بملايين الدولارات، يتمّ بأسلحة المقاومة “رخيصة الثمن غالية الكرامة”.
وأوضح أبوزيد أن نتنياهو وجنرالاته أصبحوا في نقطة وسط، غير قادرين على التراجع عن العملية العسكرية لأن ذلك سيعتبر هزيمة، كما أنهم غير قادرين على التقدم للأمام بسبب الارتفاع المتسارع في الخسائر وذلك سيعتبر هزيمة.
بدوره، قال الكاتب والباحث الفلسطيني سعيد الحاج، إن الخطاب الذي ألقاه الناطق العسكري “أبو عبيدة” كان الأول من نوعه منذ الأسبوع الأخير من نونبر 2023، أي منذ ما يقرب من شهرَين كاملين، حين ادعت بعض المصادر العبرية استهدافه وقتله، حيث غاب حينها عن الظهور زهاء عشرة أيام، ثم عادت بعدها تسجيلاته الصوتية فقط.
وبهذا المعنى، يردف الحاج في مقال نشره عبر “الجزيرة نت”، 15 يناير 2024، يكون ظهوره بالصوت والصورة لمناسبة اليوم المئة على العدوان، رسالة تفنيد إضافية لادعاءات مقتله، رغم أن استهدافه ممكن كأي مشارك في المعركة وإصابته أو استشهاده -إن حصل- لا يعني منجزًا كبيرًا للاحتلال.
بَيدَ أن الرسالة الأبرز والدلالة الأوضح للخطاب، يردف الكاتب الفلسطيني، “تتمثلان في قوة “القسام” وصمودها وحضورها في اليوم المئة للحرب، على عكس ادعاءات الاحتلال بضعفها وتراجع أدائها وتآكل عناصر قوتها”.
وأوضح، “ذلك أن الرسالة الإعلامية المرئية، من قبيل الفيديوهات التي توثق لعمليات المقاومة والتي توجّت بخطاب “الملثم”، هي المنتج النهائي في سلسلة طويلة من الأعمال العسكرية والإعلامية، مثل: الرصد والمتابعة والتخطيط والتنفيذ والتوثيق والاتصال والمونتاج ورسم الرسالة الإعلامية والخطاب السياسي المناسب والإشارات المركزية المطلوبة وغير ذلك، ثم إيصالها لوسائل الإعلام”.
وعليه، يقول الحاج، “فإن ظهور المنتج النهائي بهذه القوة والجودة والوضوح، يعني سلامة كل ما سبق من سلاسل وخطوات، وبالتالي فخطاب “أبو عبيدة ” عادة – والأخير على وجه الخصوص- هو رسالة قوة واستمرار وسلامة في هياكل القيادة والسيطرة والتواصل وإدارة الحرب عسكريًا وإعلاميًا لكتائب القسام”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.