سليمان العمراني يكتب: أي سياسة تحريرية للبوابة الإلكترونية الجديدة؟

يكتبها: رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة

ينطلق الموقع الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية في حلته الجديدة تدشينا لعشريته الأولى، ويشكل اليوم حلقة في مسار متواصل انطلق قبل قرابة نصف قرن، ومن المهم اليوم التأكيد على المنطلقات التي تحكم السياسة الإعلامية للحزب وللأدوات والقنوات التي تقوم بتصريف هذه السياسة.

تقوم الرسالة الإعلامية لحزب العدالة والتنمية، في هذه المرحلة السياسية التي يشهدها المغرب، على الإسهام في التدافع الإعلامي من أجل تأطير تجربة التحول السياسي في بلدنا وتحصين اختيارها الديمقراطي، فضلا عن رهان بناء إعلام حزبي يساهم في رد الاعتبار للمشهد الحزبي ويحفز على التنافسية المنتجة للجودة.

انطلاقا من هذه الرسالة فإن الخط التحريري للوسائط الإعلامية للحزب وعلى رأسها اليوم موقعه الإلكتروني، يقوم على بناء عمل إعلامي حزبي ومواطن ومهني ومبدع ومنفتح، وقد حقق الموقع إلى الآن جهدا مقدرا في تقديم خدمة إعلامية تروم تأطير المواطن على قيم المواطنة وانخراطه في قضايا الوطن ثم الانضباط لقواعد الممارسة المهنية القائمة على تحري الدقة والموضوعية وتقديس الخبر والإبداع في الأجناس الصحافية وغيرها من القواعد، غير أن الجدير بالإثارة هنا هو طريقة تدبير موقع الحزب لثنائية العمل الإعلامي الحزبي والمنفتح، وهي ثنائية تعكس تقابلا ظاهرا تقتضي التوضيح.

فالمعلوم أن الموقع الإلكتروني هو لحزب سياسي ويقود الحكومة المغربية، لذلك فجزء من رسالة موقعه الإلكتروني ومختلف وسائطه الإعلامية يتمثل في دعم وإسناد التجربة الحكومية وإبراز الحيوية المؤسساتية للحزب داخل الوطن وخارجه، غير أن الموقع لن يتحول إلى نشرة حزبية بل رهانه الآخر وهو الجزء الثاني من تلك الثنائية، هو تحقيق قدر معتبر من الانفتاح على الرأي الآخر ولو لأشخاص لا نتقاسم معهم بالضرورة نفس المنطلقات المذهبية أو السياسية، لكن الضابط في ذلك هو انتصارهم للاختيار الديمقراطي لبلدنا ولو اقتضى الحال انتقاد الحكومة أو الحزب الذي يقودها، وهذا الاختيار في الانفتاح ينسجم مع الأطروحة السياسية للحزب القائمة على الشراكة الفعالة من أجل البناء الديمقراطي.

إن أحد الرهانات السياسية اليوم هو تأهيل العمل الإعلامي للأحزاب المغربية ليكون شريكا ورديفا للرسالة الإعلامية التي تنهض بها المنابر الصحافية الجادة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.