الحيوني يكشف في حوار مع pjd.ma خلفيات وأهداف تأسيس فرع “المصباح” بألمانيا

حاوره: أحمد الزاهي

انطلاقا من المادة 15 من النظام الأساسي لحزب العدالة والتنمية، والتي تنص على أنه “يمكن للحزب أن يعتمد تمثيليات له بالخارج”، تم تأسيس مجموعة من الفروع التابعة للحزب بالخارج منها فرع حزب العدالة والتنمية بألمانيا الذي تم تأسيسه يوم فاتح دجنبر 2013، بانتخاب مكتب الفرع برئاسة أنس الحيوني، كاتب فرع الحزب بألمانيا، الذي كشف في حوار مع pjd.ma عن خلفيات وأهداف تأسيس فرع للحزب بألمانيا، مبينا في الوقت ذاته الإكراهات والتحديات التي تواجه مغاربة ألمانيا وجهود فرع الحزب في خدمة مغاربة ألمانيا وإيصال مطالبهم إلى المسؤولين والدفاع عن مصالحهم سواء لدى المؤسسات المغربية أو الألمانية والتفاعل مع أراءهم وانتظاراتهم.

وفي ما يلي نص الحوار كاملا:

 1- ما هو سياق تأسيس فرع حزب العدالة والتنمية بألمانيا؟

أشكركم في البداية على دعوتكم الطيبة. بداية يأتي تأسيس فرع حزب العدالة والتنمية بألمانيا بناء على مجهودات وتراكمات عمل متواصل لسنين عبر مراحل متناسقة، إذ عرفت المرحلة الأولى إحداث تنسيقية للحزب بألمانيا كان من بين أبرز أهدافها فتح قنوات التواصل بين أبناء الجالية من المتعاطفين و المهتمين بالشأن السياسي وبين المسؤولين بالحزب بالمغرب. تلتها مرحلة ثانية انطلقت سنة 2011 وتميزت بالعمل السياسي في إطار جمعوي حمل إسم “جمعية مغرب التنمية”، حيث شهدت هذه المرحلة بداية الانتقال من منطق التنسيق والتواصل إلى العمل المهيكل والجماعي وتكوين النواة الأولى لمناضلي الحزب وبسط الطريق أمام مكتسب هام ألا و هو تأسيس فرع حزب العدالة والتنمية بألمانيا يوم فاتح دجنبر 2013.

2-   ما هي الأهداف التي تسعون إلى تحقيقها بتأسيس فرع حزب العدالة والتنمية بألمانيا؟

هي مجموعة من الأهداف والمقاصد ويمكن إدراجها في مستويات أربع: أهداف ذات طبيعة حزبية تشمل التعريف بحزبنا ورسالته النبيلة ومشروعه الإصلاحي المتميز والمساهمة في تأطير أبناء الجالية، ولا ننسى جانب تكوين الأعضاء وتأهيلهم سياسيا وتربويا وفكريا. إضافة إلى أهداف تصب بشكل خاص في خدمة الوطن عبر الدفاع عن قضايانا الوحدوية، وبهذه المناسبة أخبركم أننا بصدد تنظيم لقاء تواصلي يوم 2 نونبر المقبل بمدينة فرانكفورت من تأطير سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني للحزب، حول قضية الصحراء المغربية. هذا بالإضافة إلى جلب الاستثمار وبناء جسر التواصل المعرفي للاستفادة من كفاءات وأطر المهجر في مختلف المجالات.

ناهيك عن أهداف أخرى لها علاقة بالتسيير الحكومي وأقصد هنا التعريف بالمنجزات والأوراش الكبرى التي كان لحكومة السيد عبد الإله ابن كيران الجرأة السياسية والشجاعة الكاملة في مباشرتها، وتبقى على رأس هذه الأهداف تلك ذات الطابع الخدماتي التي نتوخى منها تفعيل خدمة مغاربة ألمانيا ميدانيا عبر الاستماع إلى قضاياهم وهمومهم وتقديم الحلول الممكنة لمشاكلهم، بما في ذلك الوساطة بينهم و بين المؤسسات العمومية المغربية والألمانية.

3-   ما هي التحديات والإكراهات التي تواجهكم كفرع لحزب العدالة والتنمية بألمانيا؟

كوننا أول مكتب مسير لفرع الحزب بألمانيا وإدراكنا التام لحجم هذه المسؤولية يجعل على رأس أولوياتنا وضع القطار على سكته الصحيحة عبر ترسيخ ثقافة عمل سليمة وممارسة منسجمة مع منهج الحزب ومبادئه وتقوية البيت الداخلي، ثم الانفتاح على عموم أبناء الجالية والمجتمع الألماني الذي نعيش فيه، وهذا يلخص أول تحدي للمكتب المسير.

ومن جهة أخرى فقد عانى مغاربة العالم لعقود من التهميش واللامبالاة من طرف مؤسسات يفترض أنها أسست أصلا للتواصل مع أفراد الجالية وتقريب المسافة بينهم وبين الوطن الأم وتأطيرهم وتقديم يد المساعدة عند الضرورة. وهنا يكمن تحدي إعادة بناء ثقة هذه الفئة الشعبية في مؤسسات الدولة والتنظيمات الجمعوية، وخاصة ثقتها في الأحزاب والممارسة السياسية بشكل عام. و لا يخفى عليكم أن عددا مهما من أبناء الجالية يؤمنون بمصداقية حزبنا وقدرته على تحقيق الإصلاح المنشود، وكلهم أمل أن يجدوا في عهد حكومة السيد عبد الإله ابن كيران ما لم يجدوه في عهد الحكومات السابقة، و أقل شيء أذان مصغية.

ومن واجبنا كفرع للحزب العمل بأمانة ومصداقية للمساهمة في خدمة مغاربة ألمانيا وإيصال مطالبهم إلى المسؤولين والدفاع عن مصالحهم سواء لدى المؤسسات المغربية أو الألمانية والتفاعل مع أراءهم وانتظاراتهم حتى نكون عند حسن ظنهم بحزبنا.

4-   ما هي الجهود التي تبدلونها من أجل تعزيز المشاركة السياسية للجالية المغربية بألمانيا؟

أولا و قبل كل شيء لابد أن نشيد بالاهتمام الكبير للجالية المغربية بكل مستجدات الشأن العام بأرض الوطن وتتبعها ودعمها للمشروع الإصلاحي الديمقراطي الذي انطلق قبل سنوات. وكفرع للحزب نسعى إلى تأطير جاليتنا المغربية بألمانيا وتثقيفهم سياسيا حتى يستوعبوا ما لهم و ما عليهم كمواطنين كاملي الحقوق كما تنص على ذلك الفصول 16 و 17 و 18 من الدستور المغربي التي ضمنت كافة الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمغاربة العالم.

ولا ننسى أن الجالية اليوم بما تتوفر عليه من طاقات فكرية وكفاءات علمية يمكنها -ومما لا شك فيه- تقديم دعم وإضافة نوعية قوية للمشروع النهضوي ببلادنا بشكل عام وللشأن السياسي المغربي بشكل خاص لما عايشته وواكبته هذه الجالية من تجارب ونماذج سياسية متقدمة ببلدان إقامتها، الأكثر من ذلك يمكن الاستفادة من تواجد عدد مهم من أبناء هذه الجالية في مواقع القرار السياسي والاقتصادي والاداري بدول المهجر، الأمر الذي سيسهل تفعيل الديبلوماسية الموازية وربط جسور التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي بين المغرب وهذه البلدان.

وفيما يخص ملف المشاركة السياسية فقد وضعنا مشروعا يهدف إلى التنسيق وفتح باب الحوار مع مجموعة من الجمعيات المغربية والفاعلين الجمعويين في مجالات مختلفة لاستقصاء آراءهم وتصوراتهم حول المنهجية الواقعية للمشاركة السياسية والتمثيلية البرلمانية لمغاربة العالم، ثم بعد ذلك إعداد تصور واضح وشامل يرفع إلى الجهات المسؤولة من أجل المساهمة في ترجمة هذا الحق الدستوري على أرض الواقع.

ومن جهة أخرى وبما أن حزب العدالة والتنمية كان سباقا إلى المطالبة بتفعيل المشاركة السياسية لمغاربة الخارج فعلى حكومة السيد ابن كيران إعطاء رسالة واضحة حول قدرتها على الاستجابة لانتظارات الجالية وتمكينها من مضمون الفصل 17 الذي ينص صراحة على “أنه يتمتع المغاربة المقيمون في الخارج بحقوق المواطنة كاملة، بما فيها حق التصويت والترشيح في الانتخابات”.

5-   كيف ترى مشاركة مغاربة الخارج وألمانيا بالخصوص في العملية التنموية بالمغرب؟

كما سبق وقلت في جوابي على سؤالكم الرابع لمغاربة العالم دور هام في دعم الشأن العام للوطن، سواء تعلق الأمر بجلب الاستثمارات أو تحويل المال أو جلب العملة الصعبة خلال العطل وإنعاش الجانب السياحي للبلاد، أو المساهمة في فتح شراكات وبناء جسور المعرفة والتواصل مع بلدان إقامتهم والمغرب.

بالإضافة إلى ذلك هناك جانب أخر جد مهم يتمثل في وجود أبناء الجالية في عدد من مراكز القرار الاداري أو السياسي في أروبا خاصة وهذه الميزة يمكن استثمارها في الدفع بالمشروع التنموي بالبلاد إلى الأمام.

مغاربة ألمانيا يميزهم تنوع فئوي بوجود جيل أول من العمال وجيل ثان من أبناءهم الذين اندمجوا بشكل إيجابي في المجتمع الألماني، بالإضافة إلى جيل ثالث من الطلبة الوافدين من المغرب. فتجد الأطباء والمهندسين والتقنيين والمهنيين ورجال الأعمال والمحامين والحقوقيين والسياسيين وغيرهم.

ويكفي أن نذكر التجربة السياسية الفريدة من نوعها على مستوى الخارج بشكل عام والمتمثلة في تأسيس حزب سياسي يحمل اسم التحالف من أجل التجديد والعدالة بمبادرة خاصة من مغاربة ألمانيا وألمان من أصول تركية. هذا التنوع قد يساهم -إن استثمر بشكل فعال- في توطيد العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين البلدين والاستفادة من تجارب وخبرات جمهورية ألمانيا في شتى المجالات، بدل تقديس النموذج الفرنسي الذي أثبت عدم قدرته على مواكبة تحديات عالم اليوم.

فضلا عن أن تعلق مغاربة ألمانيا بأرض الوطن وانشغالهم بهمومه و رغبتهم الجامحة في دعم العملية التنموية به، كل هذا جعل العديد من أبناء الجالية يساهمون عبر استثمارات وأعمال خيرية واجتماعية في تنمية المناطق التي ينحدرون منها بأرض الوطن. والأمثلة عديدة من مساهمات مادية في تطوير البنية التحتية لمجموعة من القرى و بناء المدارس وتزويدها بالمعدات الطبية وغيرها. هذا دليل على أن مغاربة العالم -و هذه خاصية الكرم التي متع الله جل و علا بها جل المغاربة- يقدمون لوطنهم الغالي والنفيس ولا ينتظرون مقابلا ولا شكرا. وأؤكد هنا على أن هذا العطاء يجب أن يزيد من مسؤولية الدولة المغربية في تحقيق مواطنة كاملة للجالية كرد بسيط للجميل.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.