المرابط: ترشحي للانتخابات البلدية الفرنسية استمرار لنضالي السياسي

14.03.27
باعتبارك كنت مرشحا في الانتخابات البلدية بفرنسا، ما هي أسباب ترشيحك والنتائج المحصل عليها ؟
قبل كل شيئ أود أن أشكركم على اهتمامكم.
أوضح أنه سبق لي أن كنت مستشارا بلديا في مدينتي أتيس- مونس التي تقع بالقرب من مطار أورلي، وهي مدينة تتجاوز ساكنتها ثلاثين ألف نسمة.
أول مشاركة لي تعود إلى سنة 2008، حيث كنت ضمن اللائحة المحلية لحزب “موديم” الذي يترأسه فرانسوا بايرو. في ذلك الحين اتصل بي الفرع المحلي لهذا الحزب، وطلب مني أن أكون معهم في اللائحة، الشيء الذي قبلته لعدة أسباب لا تزال قائمة إلى اليوم.   
أولا لأنني أشعر بأني مواطن فرنسي كما هو شعوري بمغربيتي. وأريد أن أمارس حقوقي كمواطن أينما كنت، وبصفتي سياسي أحب أن أدافع عن أفكاري، وأن أكون فاعلا وليس فقط متفرجا على الحياة السياسية. 
ثانيا، هذه المشاركة تسمح لشريحة من الساكنة الفرنسية من أصول أجنبية أن تكون حاضرة في تدبير الحياة العامة وأن تحمل صوتها إلى مراكز القرار، مع العلم أنني لا أترشح كممثل لهذه الشريحة، ولكن بصفتي مواطنا فرنسيا لديه رأي في عدة مواضيع.
ثالثا، هذه المشاركة تسمح بالحصول على تجربة في الميدان السياسي، وكلنا يعرف أن الديمقراطية الغربية، وخاصة الفرنسية، تعد مثالا يدعو إلى الاقتباس والتتبع، وبالأخص لتنفيذه وتفعيله في بلداننا الأصلية. ولا تكفي القراءة في مواضيع تتعلق بالديمقراطية لأن العيش في كنفها يسمح بالتعرف عليها وإغناء الفكر بقيمها، وهي قيم تنسجم مع قيمنا الأصيلة.
أما عن أسباب مشاركتي فيمكنني أن أقول لكم بأن هذه السنة – ونظرا لمسئولياتي الأخرى – لم أكن أريد أن ألتزم، ولذلك بحثت عن شخص لكي يحل مكاني، إلا أنه تحت إلحاح المسؤولين المحليين لحزب “الاتحاد من أجل حركة شعبية” الذي أراد وضع لائحة منفتحة على أشخاص من الوسط ومن المستقلين، وأمام التدبير الكارثي لمدينتنا، خصوصا في المنطقة الحضرية، وأمام رفض العمدة الإشتراكي الحالي إدماج أطر حقيقية منحدرين من الهجرة وليس أشخاص من أجل الظهور فقط في اللائحة، اتخذت هذا القرار.
اللائحة التي صنفت فيها في الرتبة الثانية من بين الرجال حصلت على 32,4 % من الأصوات، مقابل 36%  للعمدة الإشتراكي المنتهية ولايته و15 % للجبهة الوطنية لليمين المتطرف. أعتقد أن لدينا جميع الحظوظ للفوز في المرحلة المقبلة بالنظر إلى إمكانية انتقال الأصوات في حالة تعبئة فعلية لناخبينا.
 
ما قراءتك لنتائج الانتخابات البلدية بفرنسا عموما؟
المفاجأة الحقيقية لهذه الانتخابات هي النتيجة المرتفعة جدا للجبهة الوطنية، حزب اليمين المتطرف الذي يفرض نفسه ثالث قوة سياسية في فرنسا، وهو الشيء الذي يدفعني إلى القول بأن مواجهة هذا الحزب المتطرف لا يمكن أن تتحقق بالبقاء مكتوفي الأيدي أو ترديد الابتهالات فقط.  
هناك بزوغ فعلي لبعض السياسيين من أصول مغاربية، ولكن هذا لا يكفي لحد الآن. علينا أن ندافع عن القيم السامية للجمهورية الفرنسية وتسجيل حضورنا، بدون تقوقع أو انكماش داخل الهوية كما يريد البعض أن يدفعنا إليه.
تقهقر اليسار كان مرتقبا بسبب شعبية الرئيس هولاند المتدنية. كذلك الهجوم الذي تعرض له الرئيس السابق نيكولا ساركوزي مؤخرا، أمام فرضية ضلوعه في قضايا فساد دفعت ببعض المواطنين إلى نبذ هذين الحزبين الكبيرين (الحزب الإشتراكي والتجمع من أجل الجمهورية) والتصويت لصالح الجبهة الوطنية. المناخ الإقتصادي ومعدل البطالة المرتفع من بين العوامل التي يلعب على أوتارها هذا الحزب العنصري.
 
ما تأثير ذلك على الجالية المغربية؟
الجالية المغربية غير حاضرة بما فيه الكفاية كما سبق لي ذكره. صحيح أن انتخاب عمدة هو حدث مهم جدا بالنسبة للساكنة المهاجرة بصفة عامة والمغربية بشكل خاص؛ بالنظر إلى أن الأمر يتعلق بالتدبير المحلي ويتعلق أيضا بتواصل مباشر ومستمر مع الساكنة، خاصة وأن القانون الفرنسي يمنح عددا لا يستهان به من الاختصاصات وحقوق العمدة المنتخب، خصوصا، وعلى سبيل المثال في القضية المرتبطة بأماكن ممارسة الشعائر الدينية للمسلمين.
لهذا السبب يمكن لي أن أقول بأن تأثير هذه الانتخابات أكثر قوة من الانتخابات التشريعية أو الرئاسية، لأن السياسة الوطنية يمكن أن تتغير في هذا المجال، ولكن يجب أن تبقى منسجمة، ولا يهم إن كان اليمين أو اليسار هو من يحكم.  
حوار: pjd.ma

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.