الفيزازي يوضح خلفيات الحكم عليه بالسجن

14.04.10
نشرت أسبوعية جون أفريك  في عدد 6 أبريل 2014 حوارا مع محمد الفيزازي، أحد رموز السلفية بالمغرب، هذا نصه كما ترجمه موقع كود:
 
” أنا نادم…”
– برادة : هل يمكننا القول أنه يوجد فيزازين اثنين؟ –
الشيخ الفيزازي: لماذا اثنين فقط؟ يوجد كثيرون، الفيزازي في المنزل ليس هو الفيزازي في المسجد.
– برادة: لا ..أنا أتحدث من وجهة نظر سياسية، فيزازي ما قبل أحداث 16 ماي ليس هو فزازي ما بعد خروجه من السجن عام 2011.
– الشيخ الفيزازي: فلتقل ما يعجبك.
– برادة: الفيزازي الأول كان مناصرا لابن لادن.
– الشيخ الفيزازي: لا، كان يناصر الجهاد في أفغانستان ضد السوفييت.
– برادة: كان يتحدث عن الشيخ  ابن لادن “حفظه الله”، لا أحد سينسى أيضا تدخلاتك على الجزيرة عام 1998 حين تحدثت عن قاتل المفكر فرج فودة، أحد ضحايا الإسلاميين في يونيو 1992، قلت بالحرف:  بارك  الله في من قتله وخلصنا منه.
– الشيخ الفيزازي: صحيح، وأنا نادم على ذلك.
 – برادة: اتهمت العلماء المغاربة بكونهم تابعين للسعودية.
– الشيخ الفيزازي: أنا نادم على كل هذه الهجومات.
– برادة: حتى أنك هاجمت يوسف القرضاوي رئيس المجلس العالمي للعلماء.
– الشيخ الفيزازي: نعم لقد كان هدفي المفضل،كنت أعيب عليه مرونته الفقهية، معه كان كل شيء حلال، ولكن لم يكن لي الحق في الهجوم على شخصه، لقد قابلته السنة الماضية في القاهرة وطلبت منه أن يسامحني.
 -برادة: قمت بتحقير كل الأحزاب الإسلامية أيضا.
-الشيخ الفيزازي: كنت أعتقد أنهم مهرطقون وزنادقة، لم أتفهم قبولهم للديمقراطية.
 -برادة: كيف غيرت اَراءك؟
– الشيخ الفيزازي: في الحقيقة،إن الديمقراطيين هم من تغيروا، في زمن الحسن الثاني كانت الديمقراطية مجرد أوهام وكانت الانتخابات مزورة. أما اليوم في ظل العهد الجديد، الوضع مختلف،الحياة السياسية تمر في جو شفاف، واللعبة الدمقراطية  قريبة الى حد ما إلى ما يجب أن تكون عليه. المنافسة بين الأقطاب السياسية موجودة أو يمكن أن توجد، الدليل هو أن  حزب العدالة والتنمية فاز في الانتخابات وهو يقود الحكومة الآن.
 
” أنا  أيضا ضحية لأحداث 16 ماي “
 – برادة: هل قلنا كل شيء عن الفيزازي الأول؟
-الشيخ الفيزازي: لم تذكر أني كنت حينها أعارض الإرهاب، وأني كنت أناصر فقط الجهاد في شقه الدفاعي، بهذا المعنى فقط يصبح الجهاد شرعيا أي حين  تقرره وتقوم به الدولة.
 – برادة: ماذا عن أحداث 11 سبتمبر؟
– الشيخ الفيزازي: إنه عمل إرهابي  مجانب لما جاء في التعاليم الدينية ولا شيء يمكن أن يبرره.
 – برادة: لنتحدث عن أحداث 16 ماي 2003 التي أسفرت عن مقتل 45 شخصا من بينهم الانتحاريون ومئات من الجرحى، ما قولك؟
– الشيخ الفيزازي: لقد كانت كارثة من جميع النواحي، وأنا أيضا ضحية لهذه الأحداث، لقد اعتقلت يوم 28 ماي، كانوا يعتقدون أن أفكاري كانت منهجا فكريا للانتحاريين .
 -برادة: أي أفكار بالضبط؟
– الشيخ الفيزازي: تذكيري الملح على ضرورة الجهاد في أفغانستان كان يُفهم وكأنه دعوة للجهاد عامة، وفي المغرب أيضا، هو أمر لم أتحدث عنه ولم أقصده.
 -برادة: ولكن بإمكاننا أن نفترض أن عقولا ضعيفة يمكن لها أن تتأثر بأفكارك؟
– الشيخ الفيزازي: ولكن ليس لي أي علاقة بأحداث الدار البيضاء.
 -برادة: أنت  تعرف أنه يوجد شيوخ خداعون.
-الشيخ الفيزازي: أنا لا أعرفهم، بدون شك كانت لهم علاقة مع الانتحاريين الذين ماتوا.
 – برادة: أنت تتحمل جزءا من المسؤولية المعنوية.
-الشيخ الفيزازي: لا… لأنه لا توجد أي علاقة قياس ومقارنة بين ما حدث في أفغانستان والمغرب.
 – برادة: ما رأيك في رد فعل الدولة حينها؟
– الشيخ الفيزازي: لقد أظهروا أنهم أقوياء وحازمون، رغم التجاوزات التي اعترف بها الملك عام 2005 في حواره مع الباييس، تجاوزات كنت أنا شاهدا عليها.
 
” فلتقطعوا رأسي لو وجدتم دليلا على تورطي في الإرهاب “
 – برادة: كيف مرت محاكمتك؟
-الشيخ الفيزازي: قرأ القاضي لائحة التهم وقال إني متهم بالتنظير للأعمال الإرهابية، أجبته بأنه لو كان الأمر صحيحا لقمت بذلك في طنجة حين كنت أقدم الدروس اليومية..وفي طنجة توجد أهداف كثيرة محتملة لن يفوتها الإرهابيون.
لقد رفعت التحدي التالي أمام المحكمة:”لو وجدتم أقل رابط لي مع الانتحاريين فلتقطعوا رأسي،” ثم وجهت أربع رسائل إلى صاحب الجلالة لأعلن براءتي مرددا نفس الحجة.
 –  برادة: هل تعرضت لمكروه أثناء اعتقالك؟
– الشيخ الفيزازي: أبدا، لقد عوملت دوما باحترام، وهذا لا يمنعني من القول بأنه طيلة الشهور الستة الأولى، كنت مثل المعتقلين الاَخرين محروما من كل شيء: من الزيارات، من القفة، وحتى من القراَن.
  – برادة: كيف تم تدبير دفاعك في المحكمة؟
– الشيخ الفيزازي: من طرف محامي واحد، دفعت عائلتي أتعابه باقتراض مبلغ ستين ألف درهم.
 
 “… في السجن، عشت في فندق خمسة نجوم بدون أن أصرف سنتيما”
 – برادة: كيف كانت الحياة في السجن؟
– الشيخ الفيزازي: في البدء كنا معزولين، ثم بعدها وزعونا إلى أربع أو خمس مجموعات في كل زنزانة، في بداية 2004 شهدنا تحسنا ملحوظا في ظروفنا، كنت أقرا كثيرا وكتبت قصائد.
 – برادة: كيف نظمتم الإضراب الشهير عن الطعام؟
-الشيخ الفيزازي: بفضل التنظيم الذي صنعناه بشكل معلن في السجن، الإضراب بدأ في القنيطرة شهر  أبريل 2005 قبل أن تلتحق السجون الأخرى مثل الدار البيضاء وسلا وطنجة ووجدة ومكناس …
 شارك في المجموع 1200 سجين، واستمرت حركتنا لمدة شهر، امتنعنا فيها عن الطعام، وأيضا عن الشرب، توفي أحد المضربين الذي كان مريضا.. لقد كانت للإضراب نهاية مأساوية: 25 مضربا دخلوا في غيبوبة. حتى أن عائلاتنا بدل أن يرسلوا لنا الأغذية كانوا يرسلون أكفانا.
 أرسلت رسالة إلى وزير العدل بصفتي منظم الإضراب ورئيس الحركة، أحمله فيها المسؤولية وبعدها تم فتح  قنوات الحوار، وخلصنا إلى حلول: استئناف الأحكام ومراجعتها أو العفو.
وكان مقررا أن يتم إطلاق سر
احنا بدءا من ماي 2005 عبر دفعات بمناسبة الأعياد، وبالمقابل وافقنا على وقف الإضراب، وفي أقرب مناسبة – بعد أسابيع – احترمت الدولة التزامها وتم العفو عن 34 معتقلا.

 وفي انتظار تحرير الاَخرين، خصصت لنا معاملة تفضيلية، مثل زيارات عائلية تدوم لنصف يوم، والحق في ممارسة الرياضة، ومشاهدة القنوات الفضائية. ولكن  وقعت عملية انتحارية في مقهى انترنيت في الدار البيضاء عام 2007 أرجعتنا للخلف، تم وقف عملية تحريرنا، ولكن المعاملات التفضيلية بقيت كما هي، خاصة للشيوخ.
 إني لا أحس بالخجل لأقول أنه ما بين 2005 و2011 كنت أعيش في فندق من خمسة نجوم  بدون أن أصرف سنتيما.
 –  برادة: في حوار سابق لك – وأنت مسجون- صرحت أنك  ترفض طلب العفو الملكي.
– الشيخ الفيزازي: إنها قضية مبدأ، الأبرياء لا يطلبون العفو.
 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.