بالمختصر المفيد

العدالة والتنمية ولو طارت معزة

انتشر أمس خبر عزل رئيس جماعة أيت ملول كالنار في الهشيم، وتناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، وجعل البعض منه وكالمعتاد منصة لممارسة هوايته المفضلة، في إسقاط الطائرة في الحديقة، والحال أن الجهة الوحيدة التي خول لها القانون عزل رؤساء الجماعات هي القضاء، وهو الأمر الذي لا ينطبق على الخبر المتعلق برئيس جماعة أيت ملول.

إن هوس شيطنة العدالة والتنمية كهواية مسكونة بكل آثام الغواية، هو الذي جعل البعض مازال غارقا في وحل ربط محامي البيضاء بالعدالة والتنمية رغم صدور بلاغ واضح من لجنة النزاهة والشفافية ينفي وجودها، لكن منطق ” ولو طارت معزة” للأسف مازال متحكما في رقاب القوم قبل ألسنتهم وما تقترفه أقلامهم.

وهو المنطق ذاته الذي يجعل القوم يغضون الطرف عن الفساد الذي يفقأ العيون، ويتجاهلون أثر النعم الباذخة التي ظهرت على البعض بين عشية وضحاها، من خلال السياسة، وفي المقابل يتعقبون خلجات وسكنات أعضاء العدالة والتنمية، ولا يتورعون في رصد حيواتهم الخاصة وإن اقتضى الأمر الولوغ في أعراضهم واختلاق الحكايات والاكاذيب وترويجها بخصوصهم.

هذا لا يعني أن العدالة والتنمية وأعضاءها ملائكة فوق المحاسبة والانتقاد، ولكن أيضا فإن الموضوعية تقتضي أنهم ليسوا شياطين، إنهم باختصار جزء من هذا الشعب يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، ومن حقهم أن يعاملوا بمنطق الشراكة في الوطن المؤسس على ثنائية الواجبات والحقوق.

فأن يسكت الاعلام ويصاب بالبكم مثلا، في حال رئيس فريق برلماني غادر الوطن، ورحلت معه أسئلة تتعلق باختفاء أموال ضخمة من مالية فريقه، وأن يطلق الإعلام ذاته، العنان للسان الإدانة في حالة رئيس جماعة أيت ملول، فلعمري هذا هو ” منطق “انت مدان ولو طارت معزة” في أقبح تجلياته.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.