العثماني: هناك هجومات “غير مفهومة” لتبخيس المؤسسات السياسية

أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني، أنه يتعين أن يستمر الفاعل السياسي في أداء أدواره، رغم صعوبة الظروف المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، مسجلا انخراط الأحزاب السياسية المغربية في الجهد الوطني لمكافحة هذه الجائحة، “لكي تخرج بلادنا من هذه المرحلة بنجاح وهي قوية ومرفوعة الرأس”.

العثماني، الذي كان يتحدث مساء يوم الجمعة 22 ماي الجاري، في لقاء تواصلي مباشر، نظمته الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بجهة فاس مكناس، انتقد المحاولات الرامية، “لتبخيس جهود النخب السياسية والمؤسسات السياسية، ومحاولة بث نوع من عدم الثقة في هذه المؤسسات”، مشددا على أن “كل تقدم وتطور يبنى على مدى قوة المؤسسات السياسية وعلى مدى ثقة المواطنين في هذه المؤسسات”.

وسجل الأمين العام لحزب “المصباح”، أن “هناك هجومات غير مفهومة تحاول استهداف كل ما هو سياسي، في مقابل تمجيد كل ما غير سياسي، من خلال الترويج إلى أنه لم نعد في حاجة إلى أحزاب ومؤسسات سياسية”، لافتا إلى أن “هناك من ينادي بحكومة وحدة وطنية، فيما يطالب البعض الآخر بحكومة تقنوقراط”.

وتابع العثماني، “أحيانا يتم الترويج لهذا الخطاب بشكل علني، وأحيانا أخرى من خلال خطابات مقنعة”، مؤكدا في المقابل أن الذين يروجون لهذا الخطاب، غير قادرين على مواجهة الجمهور، وعاجزين عن تقديم أي أطروحة بديلة، مضيفا “أنهم غير موجودين في الساحة لمواجهة حملات التبخيس ولمحاربة الأخبار المزيفة وحملات التغليط التي يمارسونها هم أنفسهم أحيانا”.

واعتبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن “هذا لأمر ليس جديدا، وليس وليد اليوم بحيث هناك دائما من يشجع على ظاهرة العزوف السياسي وتبخيس الأحزاب والعمل السياسي”، مسجلا أن ذلك، “يسير عكس ما هو منصوص عليه في الدستور، الذي يعطي للأحزاب السياسية دورا أساسيا في تأطير المواطنين وفي التكوين السياسي وتعزيز الانخراط في الحياة الوطنية وفي تدبير الشأن العام وفي التعبير عن إرادة الناخبين”.

وأكد العثماني، أن “السياسة هي التي تُعطي للإجراءات التي تقوم بها السلطات التنفيذية مدلولها الحقيقي، وبعدها المعنوي وبعدها الشعبي والديمقراطي”، مردفا “وإلا كيف يمكن أن ننتخب ممثلي الأمة ونصادق على القوانين ونعين الوزراء لتشكيل الحكومة، إذا لم تكن لدينا أحزاب وتحالفات وبرلمان يصوت بالثقة على برنامج الحكومة”.

وشدد المتحدث ذاته، على أن هناك بناءً دستوريا متكاملاً لا يُمكن أبدا أن نخرج عنه وأن نبخس الأحزاب والمؤسسات السياسية”، مسجلا أن حزب العدالة والتنمية، يسعى باستمرار إلى بثّ الثقة في العمل السياسي، ومنحها مضمونا واقعيا وعلميا، لتعزيز انخراط المواطنين في الحياة السياسية.

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.