المغرب يقدم أمام المجلس التنفيذي لليونسكو  تصوره لتدبير مرحلة ما بعد “كورونا”

دعا المغرب، خلال الجلسة العمومية للدورة 209 للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، المنعقدة الخميس 02 يوليوز بباريس، إلى تعددية أطراف مبتكرة، براغماتية وشاملة تضع العنصر البشري في صميم عملها.

وتساءل السفير، المندوب الدائم للمغرب لدى منظمة اليونسكو، سمير الظهر، أمام نظرائه: كيف نستعد لمرحلة ما بعد الكوفيد وبأية آليات؟ في الوقت الذي يتعين فيه على العالم رفع العديد من التحديات، بسبب وقع وتداعيات الجائحة، التي أضحت لا تحصى، حيث يأمل المغرب في البدء في التفكير الجماعي الآن، من أجل “تعددية مبتكرة، براغماتية وشاملة تضع العنصر البشري في صميم عملها”.

وقال الدبلوماسي المغربي، خلال هذا الاجتماع الذي حضرته المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، إنه في هذه المرحلة التي تتسم بالاضطرابات الكبرى، ينبغي على اليونسكو أن تستجيب لانتظارات الدول الأعضاء وتطلعات شعوبها إلى التنمية المستدامة، من أجل تعاون وشراكات دولية متينة، قائمة على التضامن، والاحترام، والكرامة.

وأضاف السفير، المندوب الدائم للمغرب لدى منظمة اليونسكو أن “مهمتنا تتمثل أساسا في إعادة تعريف دور اليونسكو كمنظمة رائدة في التعليم، من خلال إرساء أسس المستقبل، وإعادة التفكير في السياسات التربوية، والمناخية والاجتماعية لمرحلة ما بعد كوفيد-19، وتعزيز أولوية إفريقيا”.

وتابع السفير، المندوب الدائم للمغرب لدى اليونسكو “آمل أن تتولى المديرة العامة (لليونسكو) زمام المبادرة، علما أنها تتوفر على الشرعية، مع كل دعمنا للتفكير المبتكر بشأن تعددية الأطراف. تعددية مبتكرة وبراغماتية وفعالة وشاملة، تضع العنصر البشري في صميم عملها”.

وحسب الدبلوماسي المغربي، فإن اليونسكو تبدأ دورة خاصة وغير مسبوقة يتعين خلالها رفع العديد من التحديات، بسبب وقع وتداعيات “كوفيد-19″، الذي أضحت نتائجه غير محدودة، مضيفا “إن المحنة الصحية والاجتماعية والبشرية التي ستنجم عنه للأسف لا تزال لم تنكشف بعد. ونتيجة لذلك، فإننا مدعوون جميعا لمواجهة وضعية عدم اليقين بشأن التطورات المستقبلية لهذه الأزمة”.

لذلك -يضيف الظهر- يطرح السؤال بشكل حاد: “كيف نستعد لمرحلة ما بعد الكوفيد، وبأية أدوات، حتى عندما يضطرب العالم، يتعين الاستمرار في ذات الآن في تدبير الطوارئ”، قائلا “من الواضح أن الوقع الخارجي للصدمة يدفعنا إلى عدم التفكير في” إعادة التشغيل”، بل في “إعادة البناء”.

وأكد السفير المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو أنه “من الواضح، أنه ينبغي على اليونسكو، القيمة على الشق المعنوي والأخلاقي لمنظومة الأمم المتحدة، أن تقودنا لبدء تحولات مستدامة في ديناميات المجتمع الدولي.

وخلص إلى أن ذلك، سيؤدي إلى الابتعاد عن مراجعنا السابقة، ومجالاتنا الوطنية في بعض الأحيان، وأن نحارب بقناعة بعض الاتجاهات الضارة في عالم ما قبل، الذي يتميز بمظاهر عدم المساواة، والتدهور البيئي، وأحيانا أوجه الحكامة غير المناسبة، من أجل القيام بقطيعة مثمرة”، معربا عن أمله في أن “يبدأ التفكير الجماعي على الفور اعتبارا لخطورة التحديات التي تتهددنا”.

 

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.