المجلس العلمي الفرنسي لكوفيد 19: الاستعداد لعودة الفيروس في الخريف ومستقبل الوباء بأيدي المواطنين

التحديات التي تطرحها جائحة كوفيد 19 تحديات عالمية لم تستثن بلادا متقدمة وأخرى أقل تقدما، والاستعداد لموجة ثانية أصبح انشغالا عالميا، بما يمكن أن يرتبط به من فرض تدابير حجر صحي تتسع دائرتها بحسب انتشار العدوى أو البؤر المسجلة.

وفي هذا الصدد، أصدر المجلس العلمي  الفرنسي لكوفيد 19 يوم 27 يونيو 2020 رأيا علميا تحت عنوان: الاستعداد لعودة متوقعة للفيروس في الخريف،  نقدم لقرائنا أهم خلاصاته.

وهكذا، أكد المجلس العلمي الفرنسي في أحدث تقرير صدر عنه، أن توقعاته السابقة قد تحولت إلى واقع في فرنسا وخارجها حيث أصبح الفيروس ينتشر بصورة أكثر نشاطا مع تراجع تدابير التباعد الاجتماعي، مؤكدا أن التوازن هش وأنه من الممكن الانزلاق إلى سيناريو أقل تحكما في الجائحة على غرار النموذج الإسباني.

وعلى المدى المتوسط، يأخذ رأي المجلس العلمي في الاعتبار ما يمكن أن يكون استئنافًا لانتشار الفيروس على مستوى عالٍ في خريف عام 2020، مؤكدا أن الاستجابة لهذه الموجة الثانية المحتملة ستكون مختلفة عن الاستجابة للموجة الأولى، وأن أدوات الرد عليها، يجب أن تقوم على خيار سياسي ومجتمعي وليس فقط الصحة.

كما يؤكد المجلس، أن الهدف من إصدار هذا الرأي هو تشجيع السلطات بقوة على إعداد وتوقع جميع السيناريوهات الممكنة، مهما كانت الصعوبات التي تواجهها، مضيفا أنه يجب مناقشة القرارات مع المجتمع المدني. ودعا إلى اعتماد سياسة تواصلية جديدة، ف”صيف 2020 يختلف عن صيف 2019، سواء بالنسبة للمواطنين أو للأطباء والمتخصصين في الصحة العامة.

وشدد الرأي أيضا على أنه رغم تحكم فرنسا في الوضعية الوبائية لكنه تحكم  هش، مع زيادة انتشار الفيروس هذا الصيف، مردفا أن مستقبل الوباء على المدى القصير هو بأيدي المواطنين إلى حد كبير من خلال التزامهم بتدابير الحجر الصحي والامتثال لها، داعيا إلى تجديد الحملات الإعلامية، مع تأكيده على أهمية ارتداء الكمامة والالتزام بتدابير التباعد الاجتماعي خلال فترة الصيف حماية لأنفسهم ومن حولهم بما في ذلك بين الشباب.

وذكر المجلس أنه نظرًا لانتشار الفيروس على الأراضي الفرنسية منذ بداية الوباء، فمن المتوقع أن تظل المناعة الجماعية أقل بكثير من عتبة 50٪ إلى 70٪ المطلوبة لمنع الدوران النشط للفيروس، مضيفا أنه من المهم التوفر مقياس متطور لهذه البيانات على المستوى الوطني.

وأشار المجلس إلى احتمالية ظهور موجة وبائية ثانية في الخريف أو الشتاء القادمين، مبرزا أهمية وضع خطة استباقية من قبل السلطات الصحية للوقاية والرعاية والمراقبة والاحتياط،  مع التأكيد  على تحديد وتوضيح وتقديم رؤية جديدة بسرعة لاستخدام الاختبارات (الرؤية التشخيصية من ناحية)، ورؤية خاصة  بالصحة العامة من ناحية أخرى للسلطات الصحية – تجعل الوصول إلى الاختبارات في متناول “المستهلك”، وتوسيع الاختبار على نطاق واسع، مسجلا الحاجة إلى تطبيق “حجر صحي محلي” متناسب من حيث حجمه مع انتشار الوباء وخاصة في هذه المناطق المكتظة بالسكان.

 ويؤكد المجلس على أهمية  تطوير  رسائل الصحة العامة المحلية، جنبًا إلى جنب مع التدابير المستهدفة للوباء، بما في ذلك دعم الفئات الضعيفة ومراعاة  التفاوتات الاجتماعية.

كما يؤكد على ضرورة  رفع مستوى اليقظة تجاه المخاطر النفسية والاجتماعية  من قبل أرباب المقاولات والسلطات العامة عند العودة إلى العمل في بداية العام الدراسي.

 أما فيما يتعلق السلطات الصحية تحسين التدابير المعتمدة على ثلاثة مستويات  في :

–         الحوكمة – على المستوى المركزي وعلى مستوى الأقاليم، من يقرر ويتولى الإدارة التشغيلية في حالة حدوث سيناريو غير موات أو صعب.

–         الاتصال، ولا سيما استراتيجية الاختبار والقرارات التي يتعين النظر فيها خلال الموجة الثانية.

–         العلاقات مع المجتمع المدني التي لا تزال غير كافية  .

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.