الإبراهيمي: ثلاث مقاربات ساهمت في تراجع زحف “كوفيد 19” بطنجة

قال عز الدين الإبراهيمي مدير مختبر البيو تكنولوجيا الطبية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن تحمل الجميع للمسؤولية في مقاربة جماعية مكن طنجة من الخروج من الأزمة الكبيرة التي عرفتها في الآونة الأخيرة جراء ارتفاع عدد الإصابات ب”كورونا”.

وأوضح الإبراهيمي، في حديث لقناة “ميدي1 تيفي”، ضمن فقرة “ضيف التحرير”، يوم الإثنين 28 شتنبر الجاري، أن تراجع تفشي الوباء في طنجة يعود إلى اعتماد ثلاث مقاربات أساسية، وهي عزل المنطقة الموبوءة وحظر التنقل بها، إضافة لحملة التحسيس والتوعية، وتحمل المسؤولية بشكل جماعي، مما أدى إلى انضباط المواطنين للإجراءات الاحترازية، وبالتالي التمكن من وقف انتشار الجائحة.

وأضاف أن تغيير البروتوكول الطبي المعتمد، ساهم أيضا في الحد من انتشار الوباء، بعد تخصيص المستشفيات للأشخاص في وضعية حرجة، أو المحتاجين إلى التنفس الاصطناعي، مما أدى إلى تخفيف الضغط على المنظومة الصحية، والتمكن بالتالي من الاستجابة للاحتياجات الطبية لأغلب الحالات المصابة، وتمكين المواطنين من الدواء.

وذكر الإبراهيمي، في السياق ذاته، أنه بالرغم من الانزعاج الذي تسبب فيه الوضع الوبائي في المغرب، إلا أن هناك نوعا من الاستقرار على مستوى الأرقام، مضيفا أن هناك حاجة ملحة اليوم لتغيير المقاربة التي يتم مواجهة الجائحة بها، سواء من طرف مدبر الشأن العمومي أو من طرف المواطنين.

وأشار إلى أن الانزعاج الأكبر يأتي من جهة الدار البيضاء سطات، التي تعرف ارتفاعا في عدد الإصابات بفيروس “كورونا”، توازي عدد الحالات المسجلة في باقي جهات المغرب، بحوالي 33% من الإصابات، ومن حالات الوفيات بحوالي 30%، بينما تمثل حوالي 20% من الساكنة ببلادنا.

وحول آفاق الحالة الوبائية، قال الإبراهيمي، إنه لا يجب تهويل الموضوع، نظرا لأن المدن والعواصم الكبيرة جميعها تعرف هذه الظاهرة، كما هو الشأن بالنسبة للعاصمة الإسبانية مدريد، بسبب ما تعرفه من حركية ونشاط اقتصادي، إلى جانب كثافتها السكانية، مما يُنْتِج اختلاطا يتسبب في دوره في انتشار الفيروس بشكل سريع.

ولفت المتحدث ذاته،  إلى أنه لا يمكن الحديث عن العودة إلى الحجر الصحي الكلي، لكونه خيارا غير محبذ في الظروف الراهنة، مضيفا أن الإغلاق الجزئي يمكن نوعا ما من سد الأماكن التي وصلها الوباء، مما يساعد على الحد من تفشيه.

وتابع أن تراجع العدوى في عدد من المدن الأخرى التي كانت تعرف انتشارا واسعا في السابق، يعود إلى تطبيق السلطات المسؤولة عدة مقاربات أدت إلى تراجع الجائحة، وإلى تغيير البروتكولات الطبية وتحيينها، إضافة لالتزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.