بعدما باتت أسلوبا لإخفاء خيباتها.. كيف يواجه المغاربة أكاذيب “البوليساريو”؟

عبد المجيد أسحنون

لم تجد جبهة “البوليساريو” الانفصالية، أي وسيلة لحفظ ماء وجهها وإخفاء هزائمها وخيباتها التي باتت تحصدها على المستويين الميداني والدبلوماسي في الآونة الأخيرة، خصوصا بعد نجاح القوات المسلحة الملكية في تأمين معبر الكركرات، سوى الترويج للأكاذيب والإشاعات ليل نهار، وذلك من أجل إيهام أنصارها بانتصارات مزيفة وتغليط المجتمع الدولي، لكنها نست أو تناست أن هذا الأسلوب لم يعد ينطلي على أحد خصوصا في ظل عصر التكنولوجيا.

اكذب ثم اكذب

من بين هذه الإشاعات والأكاذيب، التي حولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إلى مواد للضحك والتسلية والسخرية، ادعاء ميليشيات “البوليساريو”، في ما أسمته “بيان عسكري رقم 7″، أنها قامت، مساء يوم الخميس 19 نونبر 2020، بـ”عمليات قصف” استهدفت قطاعات الفرسية وأمغالا وحوزة وأم دريكة، وواصلت كذبها بالقول إن “هذه الهجمات سبّبت أضرارا مادية كبيرة للمغرب”، في حين أن لا شيء من هذا حدث على أرض الواقع.

ومن أجل الإيهام أن ما ادعته صحيحا، روجت الصفحات الموالية لها على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات، تم التقاطها لنزاعات في عدة مناطق بالعالم بعيدة عن الصحراء المغربية.

إشاعات مضحكة

واللافت للانتباه، في إشاعات وأكاذيب “البوليساريو”، أنها تكون جد خيالية بالنظر إلى معطيات الواقع، أي أنها ليست سوى “سلوكيات” بتعبير المغاربة، وهو ما يجعل كل من يصادفها أمامه في مواقع التواصل الاجتماعي، يدخل في هيستريا ضحك لا منتهية.

محاربة الإشاعة

لكن، وعلى الرغم من الطابع المضحك لهذه الإشاعات والأكاذيب، من الضروري أن يتجند كل المغاربة في محاربتها وتفنيدها وفضحها. وفي هذا السياق أكد الخبير في الإعلام والاتصال محمد عبد الوهاب العلالي أن التغلب وفضح الإشاعات التي يروجها خصوم وحدتنا الترابية، يبدأ أولا بإعطاء المعلومات الحقيقية في وقتها، وعلى نحو مسترسل، لأن المغاربة يحتاجون إلى المعلومات الصحيحة والدقيقة في وقتها المناسب.

وأبرز الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال في تصريح لــpjd.ma، أنه كلما كثفت وسائل الإعلام العمومية الرسمية ووكالات الأنباء، وباقي الصحافة الوطنية، من إعطاء المعلومة في الوقت المناسب، كلما ربحنا المعركة الإعلامية، مشددا على ضرورة الحضور الإعلامي المكثف والمتعدد الأشكال، في تكذيب الإشاعات التي يروجها خصوم وحدتنا الترابية.

ودعا العلالي، إلى اعتماد مبادئ ما يعرف ب”إعلام الأزمات”، الذي يتطلب الحضور المباشر وإعطاء المعلومات والمواكبة المستمرة، وإعطاء الفرصة للعاملين في عين المكان من قواتنا المسلحة، بالظهور وإصدار بيانات وتوضيحات بالصوت والصورة، قائلا “أعتقد أن هذه العناصر كافية لكي يميز المتلقي بين المعلومات الصحيحة والدقيقة وغيرها من الإشاعات والأكاذيب”.

وعن مسؤولية عموم المغاربة في التصدي ومحاربة إشاعات خصوم وحدتنا الترابية، قال العلالي، إن الإشاعة اليوم، تمر بطريقة سهلة وسريعة جدا، خاصة بوسائل التواصل الاجتماعي، لذلك على المغاربة أن يكونوا يقظين تجاه الاشاعات التي يتم ترويجها، حيث ينبغي التأكد دائما وباستمرار، من مصادر المعلومات التي يتم بثها بالرجوع إلى مصادرها الأصلية، والتأكد من خلال وسائل الإعلام الرسمية، أو ذات المصداقية العالية.

تعرية الأكاذيب

يذكر أن الدكتور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، سجل في افتتاح الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة يوم الخميس 19 نونبر 2020، أن المغرب يوجد الآن أمام مرحلة ثانية، بدأت فيها معركة الإشاعات المغرضة التي حاولت جبهة الانفصاليين شنها، بعد أن انهزمت عناصرها على أرض الواقع وعلى مستوى الشرعية الدولية.

واعتبر العثماني، أن البوليساريو، انهزمت بمنطق السلم العالمي “فلم يبق لها سوى إشاعة الأخبار الكاذبة، ضد القوات المسلحة الملكية، وضد ما يجري على أرض الواقع”، مستدركا: لكن، ولله الحمد هناك إعلام وطني، عرّى هذه الأكاذيب وبيّن أن كثيرا من الصور والفيديوهات التي يروجها الانفصاليون في إعلامهم وفي إعلام من يساندونهم، وبالدليل القاطع، أنها تعود إلى مناطق توتر أخرى عبر العالم أو إلى أحداث بعيدة”.

ورغم هذا التشويش من قبل الانفصاليين، يضيف رئيس الحكومة، فإن بلادنا انتصرت فعلا، بفضل حكمة وتوجيهات جلالة الملك، التي أدت إلى وضع على الأرض وأفق استراتيجي جديدين، ليواصل المغرب دفاعه عن حقه، انطلاقا من المقولة الملكية الخالدة “سيظل المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.

نماذج للإشاعات والأكاذيب

ومن بين الإشاعات والأكاذيب التي روجتها الجبهة الانفصالية، تلك التي فضحتها وكالة المغرب العربي للأنباء على شكل فيديوهات منها:

*تداولت بعض الصفحات الموالية للبوليزاريو، على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لراجمات صواريخ تدعي أن الجيش الجزائري نشرها تحسبا لأي طارئ على خلفية أحداث الكركرات، إلا أن هذه الادعاءات كاذبة، لأن الصورة المنشورة تعود لراجمات صواريخ روسية الصنع من نوع S400، تابعة للجيش التركي وهي صورة تم نشرها سنة 2019.

*روجت صفحات موالية للجبهة الانفصالية على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا وفيديوهات توثق لهجوم ليلي بالصواريخ، تدعي أنها توثق لضربات ضد الجيش المغربي بمنطقة المحبس، إلا أن هذه الصور والفيديوهات تعود في واقع الأمر إلى الحرب في اليمن وذلك منذ سنتين.

*تداولت الصفحات ذاتها، مقطع فيديو يظهر إطلاق نار، يدعي ناشره أنه يوثق لهجوم مكثف على قواعد الجيش المغربي في منطقة أوسرد بجهة الداخلة وادي الذهب، في حين أن الفيديو منشور على موقع يوتوب في شهر ماي الماضي، ويعود لنزاع عشائري في العراق في محافظة البصرة.

*مقطع فيديو آخر، تداولته الصفحات الموالية لجبهة البوليساريو الانفصالية، يزعم ناشره أنه يعود لقصف ما يسمونه جيش التحرير الشعبي الصحراوي، ضد الأراضي المغربية، في حين أن الفيديو منشور على اليوتوب بعنوان “منظر مهيب لعملية إطلاق الصواريخ على مرتزقة إيران في اليمن”، ويعود لسنة 2015.

*كما نشرت الصفحات المحسوبة على انفصاليي “البوليساريو”، مقاطع فيديو تزعم أنه للمواجهات المسلحة بالصحراء المغربية، في حين أن الفيديو لا علاقة له بالمغرب ويعود للحرب بين الهند وباكستان، وقد نشر في فبراير من العام الماضي.

*تداولت بعض الصفحات الموالية لجبهة البوليساريو، على مواقع التواصل الاجتماعي، فايسبوك وتويتر، صورة لشاحنة لنقل البضائع تحترق، مرفقة بادعاء يفيد بأنها صورة مأخوذة بالكركرات، وأنه تم تسجيل وفاة 3 سائقي الشاحنات و15 جريحا. في حين أن هذه الادعاءات كاذبة حيث أن الصورة قديمة وهي تعود لانفجار عربة نقل بمصر سنة 2019، بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.