العجلاوي: غلق “البوليساريو” للكركرات محاولة لخنق اقتصاد الدول التي فتحت قنصلياتها بالأقاليم الجنوبية 

اعتبر الموساوي العجلاوي، الأستاذ الباحث في معهد الدراسات الإفريقية، أن غلق معبر الكركرات من طرف عصابة “البوليساريو”، عقاب لدول غرب إفريقيا “سيداو”، وخنق اقتصادي لها بعد أن فتحت هذه الدول تمثيلياتها القنصلية بمدينتي الداخلة والعيون، ورسالة لدول أخرى لئلاَّ تسير في نفس النهج التي سارت فيه هاته الدول.

وأوضح العجلاوي، خلال حديثه في الندوة العلمية التي نظمتها مؤسسة عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات، والتي بُثَّت عبر صفحة حزب العدالة والتنمية بـ”الفيسبوك”، مساء يوم السبت 27 نونبر 2020، في موضوع: “القضية الوطنية وما بعد الكركرات”، أنه لا يمكن الحديث عن الاستقرار جنوب الجدار الأمني دون الحديث عن موريتانيا التي لها دور أساسي ولو بمستوى آخر، في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، حيث إنه لا يمكن أن تعتبر نفسها خارج النزاع.

وتابع، أن أسباب متعددة تؤكد دور الجارة الجنوبية للمغرب في الصراع القائم، مشيرا إلى أن الموقف الموريتاني تدرج لفترات بين رؤية القادة الموريتانيين حول المجال المشترك بين البلدين خلال سنوات، 1975 و1978، وبعد انقلاب 1978 إلى سنة 1989 برز توجه نحو الانفصال وتكوين دولة حاضنة، قبل أن تعود إلى إعلان حيادها بعد 1989 إلى يومنا هذا، مردفا أنه حياد بدون مواصفات يميل إلى وضع قدم في تندوف وأخرى في الرباط.

وأكد العجلاوي، في هذا السياق، أنه يستحيل، على عصابات البوليساريو، كما تؤكده خرائط الأمم المتحدة، الوصول إلى المنطقة الجنوبية الشرقية للجدار الأمني الذي أقامه المغرب، انطلاقا من منطقة تندوف وحتى تيفاريتي وواد الحلو، دون المرور من الأراضي الموريتانية، مضيفا أن بعض مدنها ك”الزويرات” أصبحت قواعد لتحرك عناصر البوليساريو، وهو ما وقع أيضا مؤخرا في منطقة الكركرات حيث هرب جزء من الانفصاليين نحو مركز “بولنوار” الموريتاني، وهو ما يؤكد استعماله من طرفهم كقاعدة للتحرك نحو المعبر الحدودي المغربي.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن الاتصالات التي أجراها المغرب أخيرا مع الجانب الموريتاني، أثمرت تحرك الجيش الموريتاني نحو حدوده الشمالية حيث كان شاهدا على هروب عناصر البوليساريو في اتجاه مركز “بولنوار” الذي يقع على أراضيها، مضيفا أن الاتصالات التي أجراها جلالة الملك محمد السادس مع الرئيس الموريتاني ولد الشيخ الغزواني، وما جاء فيها من محادثات وإمكانية تنظيم زيارات متبادلة، قد يفتح الباب على مصراعيه لأفق جديد في العلاقات بين البلدين ولاستراتيجية جديدة بالنسبة لموريتانيا التي عليها أن تجعل اختياراتها منطلقة من مبدإ حسن الجوار والمصير المشترك.

وأشار الأستاذ الباحث في الشؤون الإفريقية، إلى أن المغرب حريص على استقرار موريتانيا كبعد استراتيجي بالنسبة إليه يدخل ضمن أمنه الجيوستراتيجي، مضيفا أن على القادة والمسؤولين الموريتانيين المساهمة في هذا التوجه خصوصا أننا أمام تحولات جديدة قد تكون لها انعكاسات على استقرارها نظرا لعوامل عديدة، أبرزها صعوبة تعويض المغرب بسبب طول المسافة وصعوبة الطريق بين تندوف والزويرات التي تبلغ حوالي 1500 كلم يصعب معها على الشاحنات نقل البضائع الجزائرية إلى موريتانيا بشكل سليم. 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.