أبو العرب: التساقطات المطرية تبشر بموسم جيد يُعزز نسبة النمو

شهدت ربوع المملكة المغربية في الأيام القليلة الماضية، تساقطات مطرية مهمة، ساهمت بشكل كبير في رفع حقينة السدود المائية، وأيضا في رفع معنويات مختلف الفاعلين في المجالين الفلاحي والاقتصادي، المستبشرين بموسم فلاحي جيد، سيسهم في الحد من تداعيات جائحة “كورونا”.

وفي هذا الإطار، أوضح المحلل الاقتصادي والأستاذ بالجامعة الدولية بالرباط، عبد النبي أبو العرب، أن الاستبشار الذي عم نفوس جميع المواطنين وبالأخص منهم الفلاحين بأمطار وثلوج الخير، يعكس مدى أهمية هذه التساقطات المطرية بالنسبة للقطاع الفلاحي بصفة خاصة بالمغرب وبالنسبة للاقتصاد الوطني بصفة عامة، خصوصا أن المغرب يعتبر بلدا فلاحيا، مضيفا أن الفلاحة لازالت في بلادنا هي عصب الاقتصاد الوطني سواء على المستوى الداخلي أو بالنسبة للصادرات الوطنية.

 وأبرز المحلل الاقتصادي، في تصريح لــpjd.ma، أن الفلاحة المغربية تعتمد بشكل كبير على التساقطات المطرية وتتأثر تأثيرا مباشرا زيادة ونقصانا، وبشكل مباشر يتأثر أداء الاقتصاد الوطني بهذه التساقطات.

وأضاف أن القطاع الفلاحي، يمثل اليوم حوالي 14 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي غير أن تأثيره يتجاوز هذا الأمر على اعتبار أن هناك التأثير المباشر، إلى جانب التأثير غير المباشر في مجالات وقطاعات أخرى مهمة جدا كاللوجيستيك والنقل وأيضا قطاع الصادرات وكل ما يتعلق بالصناعات الغذائية والتحويلية، وكل ما يتصل بالقطاعات الاستهلاكية كالمقاهي والمطاعم والمخابز، والخدمات، مبينا أن قطاعات عديدة تتأثر بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر بنتائج الموسم الفلاحي وبقطاع الفلاحة.

وشدد أبو العرب، على أن هذه التساقطات ستساهم بشكل واضح في تعزيز المخزون المائي للمملكة، وهو الأمر الذي سيمكن من الرفع من إنتاج الزراعات السقوية، والتي تساهم بنسبة تناهز 45 في المئة من القيمة المضافة الفلاحية، مضيفا أن تربية المواشي ستنتعش أيضا بفضل انخفاض تكلفة الأعلاف وتوفر مصدر حياتها بشكل وافر.

وأشار المحلل الاقتصادي، إلى أن حجم تأثير القطاع الفلاحي على مستوى النمو بالمملكة يقدر بحوالي 2 الى 3 في المائة، حيث إنه كلما تراجعت التساقطات مما يتسبب في الجفاف، انخفضت نسبة النمو الى حدود 1.7 و 1,5 واذا ارتفعت التساقطات وكانت السنة الفلاحية جيدة كلما ارتفعت نسبة النمو الى 4 أو 4.7 في المائة، التي قد تصل في بعض الأحيان إلى 5 في المائة.

وتوقع أبو العرب، أن تساهم التساقطات المطرية المهمة التي شهدتها بلادنا، في الرفع من نسبة النمو، إذ قد تصل إلى حوالي 5 في المائة إذا كانت السنة الفلاحية جيدة جدا، وإذا كانت التساقطات في المستوى الجيد خاصة بعد ما يقارب ثلاث سنوات من الجفاف.

وقال “بالطبع القطاع الفلاحي تضرر بشكل مضاعف خلال سنة 2020 من جهة بسبب الجفاف، ولكن أيضا بسبب الجائحة التي حدت من القدرة على الإنتاج والقدرة على تجميع الموارد والمحاصيل سواء الزراعية على مستوى الفواكه والخضر أو غيرها، وكذلك على مستوى التوزيع والتسويق، ولهذا إن شاء الله مع موجة اللقاح التي ستنطلق قريبا، إلى جانب هذه التساقطات المطرية المهمة، فإن عودة الأنشطة الاقتصادية تدريجيا ستجعل من هذه السنة، سنة التعافي الاقتصادي والتجاري بما سيمكن المغرب من تحقيق نسب نمو مشجعة وفي المستوى المأمول”.

وأضاف أبو العرب، أن القطاع الفلاحي والعالم القروي بصفة عامة يشكل إحدى دعامات الاقتصاد الوطني بما يمثله من حصة في تشغيل اليد العاملة حيث يشغل ما يفوق 4 ملايين يد عاملة وهو بذلك يتربع على القطاعات الهامة كأول قطاع مشغل في المغرب، هذا إلى جانب أن الساكنة القروية التي تمثل لحد الآن 49 في المائة وهو الأمر الذي يؤكد أهمية التساقطات المطرية بالنسبة لهذا القطاع، حيث تتأثر نصف ساكنة المغرب بصفة مباشرة والنصف الآخر بصفة غير مباشرة بطبيعة الحال.

وأبرز أبو العرب، أن تحرك الدورة الفلاحية بشكل إيجابي، سيؤثر أيضا على كل القطاعات الأخرى كالتجهيز والأثاث وغيرها، حيث يبلغ رقم معاملات القطاع الفلاحي ما يناهز 100 مليار درهم حسب آخر المعطيات، يتم ضخها بطبيعة الحال في الاقتصاد الوطني.

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.