أطباء وخبراء يبرزون أهمية عملية التلقيح في مواجهة “كورونا”

أكد أطباء وخبراء في الندوة التي نظمها الفضاء المغربي للمهنيين بجهة الرباط سلا القنيطرة، بتنسيق مع جمعية أطباء العدالة والتنمية، تحت عنوان: “الاستعدادات للقاح المضاد لكوفيد 19″، مساء أمس الخميس، أن التلقيح ضد “كوفيد 19” هو أحد أهم المنافذ للوقاية من الجائحة والحد من انتشاره بين المواطنين، خصوصا في أماكن العمل، والتمكن من العودة للحياة العادية.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور أحمد صابري رئيس صحة العمال بوزارة الصحة، أن الأسس الصحية المتعلقة بشروط الصحة والعمل تقتضي مسارعة كافة العمال إلى التلقيح ضد الوباء كصمام أمان متقدم للوقاية من خطر العدوى من “كوفيد 19″، إلى جانب أخذ الاحتياطات الاحترازية الأخرى.

وأوضح صابري، خلال مشاركته في الندوة المنظمة عبر تقنية التناظر المرئي، أن الوضع الوبائي في المغرب لا يزال حرجا في ظل ظهور سلالة جديدة للوباء تتميز بسرعة الانتشار، مما يقتضي مواصلة الأخذ بكافة الاحتياطات الاحترازية.

من جهته، شدد الدكتور أحمد عزيز بوصفيحة، أستاذ طب الأطفال ورئيس مصلحة الأمراض بمستشفى ابن رشد بالبيضاء، على ضرورة أخذ الاحتياطات كخيار لا ثاني له لتجنب الإصابة بالفيروس، وعدم الخشية من المضاعفات الجانبية التي قد يتسبب فيها اللقاح كاحتمال ارتفاع درجة الحرارة بالنسبة لعدد من الأشخاص، مضيفا أن أمر طبيعي تتسبب فيه كل اللقاحات.

وأضاف بوصفيحة، أن ما أشيع عن وفاة بعض الأشخاص الذين أخذو لقاح “فايزر” على سبيل المثال، لا يمثل الحقيقة، على اعتبار أن التحقيقات أثبتت أن الأشخاص الستة الذين توفوا بعد أخذ التلقيح، تبين أن أربعة منهم أخذو لقاحا وهميا، وأنهم توفوا جراء إصابة بعضهم بالذبحة الصدرية بينما توفي الاثنان الآخران بمرض مزمن.

إلى ذلك، أشار بوصفيحة، إلى أن الحديث عن وجود أعراض جانبية ناتجة عن التلقيح، تبين بالبحث والتدقيق أنها إما مجرد إشاعات غير دقيقة، أو إشاعة تقف خلفها أهداف اقتصادية وشخصية، مضيفا أنه يصعب ربط الأعراض المتأخرة التي تظهر بعد شهرين من التلقيح بعلاقة سببية باللقاح، إلى جانب أنها نادرة تقل على0.001 في المئة ألف.

وأوضح المتحدث ذاته، أنه وجب فيما يخص جائحة “كورونا” الاختيار بين خطر مؤكد وبين إصابات وأعراض جانبية تبقى مجرد احتمال لحد الآن، مضيفا أن اللقاحات لن يكون لها أي أعراض خطيرة وفق التجارب التي أثبتت نجاعة اللقاحات.

وأشار في هذا الصدد، إلى أن عددا من الدول قطعت أطوارا مهمة في أخذ اللقاحات، وحققت نتائج إيجابية مهمة، مضيفا أنه بعد دراسة الخبراء المغاربة للقاحات المتوفرة، فإن المغرب ينتظر وصولها قريبا، وهو ما سيشكل قفزة مهمة في مسار محاربة الوباء وإحداث مناعة جماعية تحد من انتشاره.

من جانبه، اعتبر رضا شروف الأخصائي في الفيزياء الإحيائية بالمعهد الوطني للصحة بالرباط، أن النظام الصحي المغربي من حيث نجاعته يوجد في رتب جد متقدمة على الصعيد العالمي، ويحظى بإشادة الهيئات الصحية الدولية ومن ضمنها منظمة الصحة العالمية.

وأشار شروف، إلى أن التلقيح يمر عبر عدة مراحل تجريبية سريرية قبل الوصول لمرحلة التصنيع والتلقيح، مما يمنحه خاصية السلامة والأمن، مضيفا أن لقاحي أسراتيزيكا الهندي وسنوفارم الصيني، وهما اللقاحين الذي تعاقد بشأنهما المغرب، لا يحتاجان لدرجة تبريد مرتفعة.

وتابع، وبالتالي فعملية نقله وتخزينه بالنسبة للمغرب ستكون عملية سهلة لما يتوفر عليه من تجهيزات مناسبة وآمنة، سواء تعلق الأمر بأماكن التخزين أو شاحنات النقل التي تتوفر على معدات التكييف، إضافة إلى الطائرات التي سيستعملها المغرب للوصول إلى الأماكن البعيدة خصوصا بالنسبة للمناطق الجنوبية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.