الصمدي يكشف أهم ملامح أزمة المدرسة التقليدية

قال خالد الصمدي مستشار رئيس الحكومة السابق، إنه كان يأمل أن يجد في النموذج التنموي الجديد نموذجا جديدا للمدرسة المغربية، لأن النموذج التقليدي بحسبه أصبح اليوم في أزمة، وأشار إلى أنه نبه في المجلس الأعلى للتربية والتكوين وقبله في المنتديات إلى أن النموذج التقليدي للمدرسة استنفذ أغراضه، لأنه لا يواكب التحولات الجديدة التي تقع وهو ما يستلزم أن يكون هناك تصورا استباقيا استشرافيا لنموذج جديد للمدرسة المغربية.

وبعد أن أكد الصمدي في حوار مع جمعية “أماكن” بشراكة مع المكتبة الوسائطية لمؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين، أن العديد من التجارب الدولية ذهبت في هذا الاتجاه وسبقتنا الى إرساء نماذج جديدة للمدرسة، نبه الى غياب معالم كبرى واضحة لنموذج جديد للمدرسة ضمن النموذج التنموي الجديد.

وكشف الصمدي عن أهم ملامح أزمة المدرسة التقليدية، مبينا أنه من بين المؤشرات التي تؤكد على أزمة المدرسة المغربية بنية الفصل الدراسي في المدرسة الذي لم يعد جاذبا، لأن تلميذ القرن العشرين ليس هو تلميذ القرن 21 خاصة بعد دخول وسائط الاعلام، ولم يعد الطفل “الرقمي” الآن يستطيع الجلوس أربع خمس ساعات ويستمع الى الأستاذ وهو يقدم الدرس.

الملمح الثاني، بحسب المتحدث، يتعلق بالزمن الدراسي، مبرزا أنه لا زلنا نتحدث عن التلقين لـ33 ساعة أو 35 ساعة في الأسبوع، مشددا على ضرورة التفكير بجدية في كيفية إعادة النظر في الزمن المدرسي سواء ضمن البنية البيداغوجية العامة أو ضمن الزمن المدرسي الأسبوعي.

وأوضح بخصوص الملمح الثالث، أن التلميذ الجديد لا يزال يقرأ ويدرس بنفس منطق المناهج الدراسية القديمة (تاريخ، جغرافيا، رياضيات، فيزياء..) متسائلا ألم يحن الأوان في أن نفكر في مجموعة من المواد المندمجة والتي يمكن أن تكون لها مخرجات موحدة تنمي مهارات وقيم دينية وطنية أو تنمي معارف بعينها، منبها إلى أن الوسائط التعليمية لا زالت تقليدية.

وتابع بالقول “دخلنا الى وسائط التعليم الرقمي قهرا تحت ضغط ولم نكن مستعدين لذلك”، مضيفا “منذ 20 سنة كان ينبغي أن نفكر في التعليم الرقمي وخاصة مع ظهور الانترنت، لكن لا زلنا ندرس بالكتاب التقليدي الورقي وقلنا مرارا لا بد أن ننتقل الى الكتاب المدرسي التفاعلي”.

الملمح الرابع، يضيف الصمدي يتعلق بكون المدرسة التقليدية لم يعد لها ذلك التأثير الكبير على المتعلمين بل دخلت وسائط أخرى متعددة أصبحت معها المعلومة متوفرة ونحتاج فقط الى إدارة المعرفة ولكن مناهجنا لا تزال تقليدية يؤكد المتحدث.

وأقر مستشار رئيس الحكومة السابق، بأن هذه التحديات والقضايا تحتاج الى تفكير ملي وتصور مستقبلي لكيفية إحداث القطائع اللازمة مع هذه البنيات التقليدية سواء ما يتعلق بالبرامج والمناهج أو التجهيزات أو الوسائط التعليمية، وأيضا على مستوى الزمن المدرسي “لنفكر في نموذج المدرسة الجديد كما نطمح اليه، ولنعيد الى المتعلمين وتلاميذ العصر الرقمي جاذبية المدرسة بشكل يجعلهم مندمجين في محيطها ومستفيدين منه”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.