تذيل المغرب الترتيب الدولي في مهارات القراءة .. عديلي: ينبغي إعادة النظر في النموذج البيداغوجي

أكدت نتائج دراسة دولية حديثة عن تصنيف المغرب في الرتبة ما قبل الأخيرة ضمن 57 دولة على مستوى تقييم تطور الكفايات ومهارات القراءة ، عمق أزمة النظام التعليمي، حيث أظهرت أن 59 في المائة من التلاميذ بالمغرب لا يتحكمون في كفايات الحد الأدنى لمستويات الأداء في القراءة.
حسن عديلي المفتش التربوي والبرلماني السابق، قال إن هذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها المغرب في هذه التقييمات الدولية، مبينا أنه يشارك فيها منذ سنة 2001 وفي كل مرة تكون النتائج غير مرضية ويحتل مراتب متدنية.
وأوضح عديلي، في حديث لـ”pjd.ma”، أن الدراسة الأخيرة (PIRLS 2021) تهم المهارات القرائية وتنجز مرة كل 5 سنوات، مضيفا أن تذيل المغرب الترتيب واحتلاله الرتبة ما قبل الأخيرة يكشف عمق الأزمة التي يعاني منها نظامنا التعليمي.
وأرجع عديلي، تذيل المغرب الترتيب في هذه الدراسة إلى عدة أسباب مباشرة، أهمها أن “الطريقة التي يوضع بها هذا التقييم لا تنسجم نهائيا مع الطريقة التي تُدرس بها القراءة في مدارسنا التعليمية”.
وتابع أن “الغالب عندنا في مدارسنا أن الفعل القرائي لا يتجاوز العملية الميكانيكية المتمثلة في فك الرموز في حين أن التقييم الدولي الذي ينجز يخاطب الفهم القرائي في مستوياته المتعددة وفي مستوياته المهارية الكبرى حيث يطالب المتعلمون بالإجابة عن أسئلة للفهم تتطلب إعمال مهارات التحليل والتركيب والتطبيق والتقويم بمعنى الفعل القرائي في شموليته”.
وبخصوص مداخل معالجة هذا المشكل، أكد عديلي، أن المدخل الأول هو “إعادة النظر في نموذجنا البيداغوجي الذي لم يعد قادرا على مواكبة ما تمر به الساحة العالمية من تطور على مستوى المهارات التعلمية والكفايات التربوية”.
وأضاف أن المدخل الثاني يتمثل في ضرورة “إعادة النظر أيضا في تدبير الزمن المدرسي في اتجاه التخفيف منه والتركيز على المهارات العليا خاصة على مستوى العملية القرائية”.
أما المدخل الثالث، فهو حسب عديلي، إعادة النظر في التكوين سواء المستمر أو الأساس بشكل يجعل الأستاذ مؤهلا لممارسة مهامه وفق الطرق الجديدة الفعالة التي تمكن من البلوغ بالمتعلم إلى الدرجات التي تجعله قادرا على التعامل مع هكذا وضعيات.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.