الفتحاوي تستعرض أهم الإشكالات التي تواجه النقل السككي بالمغرب وسبل تطويره

أكدن نعيمة الفتحاوي، عضو المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، أن مشروع القطار السريع “الدار البيضاء-أكادير” عبر مراكش، الذي دعا جلالة الملك في خطاب المسيرة 2019 إلى التفكير بكل جدية، يُعتبر مخططا ضخما سيربط شمال المملكة بجنوبها، وسيعزز التكامل الجهوي وسيدفع عجلة الاقتصاد بين شمال المملكة وجنوبها، متسائلة عن مآل هذا المشروع وعن الأفق الزمني لتحقيقه.
جاء ذلك في كلمة للفتحاوي باسم المجموعة النيابية، خلال اجتماع لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة، بحضور وزير النقل واللوجستيك والمدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، لدراسة موضوع: “واقع وآفاق النقل السككي ببلادنا”، الثلاثاء 31 يناير 2023.
وأضافت الفتحاوي، في ظل الأوراش التنموية التي تعرفها جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، هناك تساؤلات حول عدم ربط مدينة تطوان بالخط السككي، للحاجة الماسة الى مساهمته في إنعاش اقتصاد المنطقة التي تتميز بموقع استراتيجي وسياحي مهم، لاسيما والإقليم كان يربطه خط للسكك الحديدية إبان الاستعمار، يستعمل في نقل المسافرين والبضائع على حد سواء.
وفيما يخص المعدات المتحركة، تساءلت النائبة البرلمانية عن تحديث وتشبيب الحضيرة، وإعادةِ تأهيلها وصيانتِها، وكذلك اقتناء جيل جديد من المعدات تستجيب وتحترم المعايير البيئية والطاقية، وعن استعمال التكنولوجيات الحديثة، وعن رقمنة القطاع؟
كما تساءلت إن كان قد تم تقييم مستوى إنجاز برنامج سلامة الممرات السككية 2022-2018، والذي أطلق بشراكة مع وزارتي الداخلية والمالية، ويهم حذفَ الممرات المستوية (85 ممر) وتعويضها بمنشآت فنية، وتجهيز 175 ممر مستوي غير محروس بنظام تدبير معلوماتي والإغلاق الأتوماتيكي للحواجز، وإنجاز 60 ممرا للراجلين، وبناء أكثر من 990 كلم من السياج لحماية المَحْرَم السككي، ونقل المصالح المكلفة بنقل البضائع خارج المدار الحضري، تحسيس الساكنة التي تعبر الممرات السككية.
وقالت الفتحاوي في كلمتها، إن من بين الإكراهات والصعوبات التي يعاني منها المسافرون على متن الخط السككي الرابط بين مدينتي خريبكة والدار البيضاء والمحدد في 100 كلم، طول مدة السفر والتي عادة ما تستغرق ساعتين ونصف، علما أن هذا الخط الذي عمَّر لقرابة 100 سنة، إضافة الى تردي الخدمات التي يعاني منها هذا الخط.
لذلك، تردف النائبة البرلمانية، لا بد من دراسة إمكانية تقليص مدة السفر على متن القطار بين خريبكة والدار البيضاء، وإمكانية تمديد خط السكك الحديدية لكي يربط مدينة خريبكة بمدينة ببني ملال، مرورا بمدينتي واد زم والفقيه بن صالح.
وذكرت عضو المجموعة النيابية، أن من المشاريع الملكية المهمة التي سبق تدشينها بمدينة وجدة في السنين القليلة الأخيرة، تثنية وكهربة الخط السككي “وجدة-فاس عبر تازة”، إلا أن الملاحظ أن هذا المشروع لازال متعثرا ولا نعرف مصيره، علما أن هذا الورش الهام والاستراتيجي من شأنه المساهمة في تنمية هذه الجهات من المملكة من جهة وتطوير النقل السككي ببلادنا من جهة أخرى.
وأوضحت الفتحاوي أن المكتب الوطني للسكك الحديدية بالمغرب اعتمد منذ أكثر من 5 سنوات برنامج لتأمين المدار السككي عبر عزل النقل الطرقي عن السكك الحديدية، وذلك بتعويض 180 ممرا مستويا بالقناطر الطرقية، من أجل تسهيل حركة السير والجولان، وتجنب السائقين والراجلين مخاطر عبور السكة الحديدية. لكن، تستدرك المتحدثة ذاتها، مشروع تهيئة الممرات السككية في بعض المناطق لم يتم بعد، رغم إنجاز الدراسات.
وأشارت الفتحاوي إلى وجود إشكال مزمن فيما يخص مواعيد انطلاق ووصول القطارات، من وإلى وجهتها، الذي لم يرقَ بعد إلى مستوى الانضباط المطلوب، مما يعبر عن ضعف في جودة الخدمات، ويلحق أضراراً بمصالح المواطنين، متسائلة عن التدابير المتخذة للتقليل من معدل تأخر القطارات، وضمان انسيابية أكبر وأنجع للتنقل التكميلي عبر الحافلات التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية، وعن القرارات الواجب اتخاذها من أجل تحمل المسؤولية في الأضرار الناجمة عن إخلال مكتب السكك الحديدية بالتزاماته إزاء المسافرين.
وبعد أن نوهت الفتحاوي بانخراط المكتب الوطني في دينامية تجديد وتأهيل البنية التحتية للسكك الحديدية بما في ذلك المحطات السككية، وذلك من خلال البرامج التعاقدية بين الدولة والمكتب الوطني، والذي مكن من تثمين وتجديد مجموعة من المحطات السككية بعدة مدن على غرار محطات فاس وتمارة والقنيطرة والرباط، تساءلت عن استكمال البرنامج في باقي المحطات السككية المتبقية، لتأخذ حصتها من عملية إعادة التهيئة والتأهيل.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.