المصلي: الأسرة مهددة وأي تعديل للمدونة يجب أن يكون وفق الثوابت الدينية والوطنية للمغاربة

أكدت جميلة المصلي رئيسة منظمة نساء العدالة والتنمية، أن الأسرة المغربية اليوم تتعرض لعواصف تُهددها ليس فقط في أدوارها ووظائفها التربوية والتنموية بل أيضا في وجودها وكينونتها، مشددة على أن المجتمع اليوم شرفاؤه وعقلاؤه مدعوون اليوم “للوقوف سدا منيعا أمام التهديدات التي باتت تحدق بالأسرة في العالم بأسره”.

وشددت المتحدثة ذاتها، ضمن مداخلتها خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر منظمة نساء العدالة والتنمية اليوم السبت 19 نونبر الجاري، على أن أي تعديل أو إصلاح لمدونة الأسرة يتعين أن يكون وفق الثوابت الدينية والوطنية مع مراعاة شروط الاجتهاد وآلياته حين يتعلق الأمر بالنصوص والأحكام الشرعية، كما ينبغي بحسبها تفعيل المقاربة الأسرية وإقرار مزيد من السياسات والبرامج الخاصة بالأسرة.
وقالت إن “مدونة الأسرة ليست مدونة للمرأة أو الرجل أو مدونة الغرض منها هو التحديد و التموقع داخل الأسرة بل الغرض من هذه المدونة هو الحفاظ على هذه المؤسسة وحقوق الرجال والنساء والأطفال داخلها”.

وتابعت “لقد أصبحنا اليوم نسمع عن أفكار شاذة وغريبة تهدد الانسانية من خلال استهداف الأسرة، هذه الأفكار التي كانت إلى حد بعيد نشازا فأصبحت اليوم تعتلي مجموعة من المنابر وتنشر هذه التهديدات بين ناشئاتنا في ضرب للهوية الوطنية والقيم المغربية الأصيلة بل ضرب للفطرة الإنسانية السليمة”.
ولفتت المتحدثة ذاتها، إلى أن المجتمع المغربي يعرف تحولات قيمية مست منظومة القيم والأخلاق التي حمت الأمة المغربية وشكلت صمام الأمان ضد كل التقلبات والصعوبات والتي تستدعي يقظة الجميع، مضيفة “نحتاج اليوم لمنظمات وجمعيات قوية وفاعلة تدافع عن قضايا المرأة والأسرة بروح وطنية تساهم في حماية الأسرة والمجتمع من الاختراقات”.
هذا وذكرت رئيسة منظمة حزب العدالة والتنمية، أن قضايا المرأة تندرج في صلب القضايا المجتمعية ضمن اهتمام الحزب، مؤكدة أنه لا تنمية بدون مشاركة فاعلة للمرأة تعكس حضور النساء في المجتمع وتعتمد مبادئ العدل والإنصاف ودعت الجميع إلى وقفة للدفاع عن الأسرة بكونها الخلية الأساسية في المجتمع التي إذا سلمت سلم المجتمع بأسره، وإذا اعتلت اعتل المجتمع كله.
ومن جهة أخرى، قالت المصلي “إننا نعتز بما تحقق للمرأة المغربية من مكتسبات ونعتز بكوننا إلى جانب نساء الأحزاب السياسية والقوى الوطنية قد ساهمنا في هذه المسيرة التنموية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، وعلينا تحصين هذه المكتسبات والحفاظ على الوحدة الفكرية”.
كما نعتز تضيف المصلي “أننا أثناء تواجدنا في الحكومة والمجالس المنتخبة قدمنا سياسات اجتماعية لفائدة النساء والأطفال والأشخاص في وضعية إعاقة والأشخاص المسنين من أهمها إطلاق برنامج دعم الأرامل والذي يعتبر من أهم البرامج الاجتماعية حيث استفادت منه أكثر من 130 ألف مستفيدة، وتوسيع المستفيدين من برنامج تيسير، وإطلاق برنامج مغرب التمكين للنساء، وأيضا توسيع برنامج التكافل الاجتماعي الذي يضمن للنساء العيش الكريم، فنحن فخورات بالمنجزات التي تحققت خلال العشر سنوات الأخيرة”.

ومن جانب آخر، نبهت المتحدثة ذاتها، إلى ما يعيشه المغرب من موجات الغلاء وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتداعياتها على الأسرة والنساء المعيلات للأسر بالخصوص، حيث أكدت أن الاحصائيات تشير الى ارتفاع نسبة النساء المعيلات للأسر إما بسبب الترمل أو الطلاق أو أنهن يعشن لوحدهن بدون معيل، ما يهدد استقرار الأسر، ودعت في هذا الصدد، الحكومة الى اتخاذ إجراءات استعجالية لحماية القدرة الشرائية للفئات الهشة التي تشكل النساء نسبة أكبر فيها.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.