نور الدين: بيان “اتحاد المغرب العربي” يكشف حقيقة النظام الجزائري ونواياه العدائية تجاه المغرب

أكد أحمد نور الدين، الخبير في قضية الصحراء والعلاقات الدولية، أن بيان الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي الذي رد فيه على الجزائر، يكشف حقيقة النظام الجزائري ونواياه العدائية والعدوانية تجاه المغرب.
واعتبر نور الدين في حديث لـ Pjd.ma، أن هذا البيان، بيَّن بالملموس أن الصراع حول الصحراء تقوده الجزائر، منذ خمسين سنة، وأن “البوليساريو” ما هي سوى أداة لها في هذا الصراع.
وزاد، هذا البيان أبرز التناقض الصارخ للدولة الجزائرية برمتها، حيث قال إن الجزائر توقفت عن دفع مستحقاتها لاتحاد المغرب العربي منذ 2016، وأنها سحبت ممثليها منه بشكل تدريجي، إلى أن سحبت آخرهم في 2022.
وأوضح نور الدين أن هذا الأمر يدل أن الجزائر لم تعد، من الناحية العملية، عضوا في اتحاد المغرب العربي، فضلا أن تصريحات سابقة لوزارة الخارجية الجزائرية تؤكد هذا الأمر، إذ قالت فيها إن الاتحاد أصبح كيانا ميتا أو غير موجود.
ووجه التناقض في الموقف الجزائري، يسترسل المتحدث ذاته، أن الجزائر التي انسحبت من الاتحاد تحتج على قرار اتخذه الأخير، في حين أن انسحابها يلغي عنها كل إمكانية للاعتراض أو الاحتجاج على قرارات أمانة الاتحاد، خاصة وأن انسحابها لم يكن عفويا أو اعتباطيا، بل تم بشكل مبرمج ومدروس.
وشدد نور الدين أن انسحاب الجزائر لا يعني أن الاتحاد أصبح ميتا كما تقول، بل يعني أن عضويتها فيه هي التي أصبحت منتهية، معتبرا أن الأخطاء التي ارتكبتها الديبلوماسية الجزائرية في هذه الواقعة لا يقع فيها حتى المبتدئون في العمل الديبلوماسي.
النقطة الثانية، يقول نور الدين، أن الجزائر وصفت الأمين العام للاتحاد بالسابق، رغم أنها هي نفسها وافقت على التمديد له في 2022 قبل أن تسحب آخر ممثليها بالاتحاد، كما أنها، وفق بيان الأمين العام للاتحاد، راسلته بصفته الحالية في مراسلات رسمية قبل أشهر قليلة، مما يؤكد تناقضها والأخطاء الديبلوماسية التي وقعت فيها، يضيف الخبير في العلاقات الدولية.
ومن أسباب هذا التناقض وفق نور الدين، أن القرارات الديبلوماسية في الجزائرية لا تتخذها وزارة الخارجية، بل المؤسسة العسكرية، التي لا تفقه شيئا في الديبلوماسية، مما جعل الجزائر، التي كانت إلى وقت قريب تمتلك ديبلوماسية يمكن وصفها بالاحترافية، تقع في هذه التناقضات الكبيرة، بعد أن سلمت ملف الخارجية للعسكر بشكل كلي وتام.
وانتقد نور الدين الهجوم الذي شنته الجزائر على رئيس الاتحاد الإفريقي موسى فقيه، مشددا أن هجومها عليه وعلى الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، وهما على رأس منظمتين دوليتين، لا يجد تفسيره سوى في عدائها المتأصل للمغرب.
وأردف، ذلك أن أي خطوة من أي جهة وفي أي اتجاه لصالح المغرب، حتى وإن كانت قانونية، تثير حفيظة وردود فعل متشنجة وعدائية وعدوانية من النظام الجزائري، مما يفضح حقيقة دورها في ملف الصحراء المغربية.
وذكر نور الدين، أن بيان الجزائر أظهر للعيان مرة أخرى، بعد الألف، أن قضية الصحراء ليست قضية الجبهة الانفصالية أو ساكنة الصحراء، بل هي قضية الدولة الجزائرية وفقط، وأن الجبهة الانفصالية ما هي إلا مجرد أداة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.