الخلفي: خطاب المسيرة يُؤشر لمرحلة جديدة في تاريخ قضية الصحراء المغربية

قال مصطفى الخلفي، رئيس لجنة الصحراء بحزب العدالة والتنمية، إن خطاب جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الـ47 للمسيرة الخضراء، يُؤشر لمرحلة جديدة في تاريخ قضية الصحراء المغربية بما حمله من مضامين تهم المسار التنموي والافريقي لقضية الصحراء المغربية.
وأضاف الخلفي في تصريح خص به pjd.ma، أنه لأول مرة يتم الربط بهذا الوضوح وبهذه القوة بين هاذين المسارين، مسار تنموي ارتبط بأن المغرب كبلد تقدم في تنزيل النموذج التنموي بنسبة 80 في المائة على مستوى الغلاف المالي بإنجازات كبرى، وهذا يؤشر بحسبه لمرحلة ما بعد النموذج التنموي بمعنى، أنه ما دامت مرت 8 سنوات والنموذج التنموي فيه 10 سنوات، يعني أنه عمليا المغرب سينخرط في نموذج تنموي جديد، وعنوانه الأبرز هو ما جاء في المسار الافريقي المتعلق بأنبوب الغاز والذي سيمر على الصحراء المغربية.
نحن إزاء مرحلة جديدة بهذا التركيز على المسار التنموي والافريقي لقضية الصحراء المغربية، يؤكد رئيس لجنة الصحراء بحزب العدالة والتنمية.
واعتبر الخلفي أنه، إذا ربطنا هذا الأمر بالسياق الذي جاء فيه خطاب ذكرى المسيرة، فهو أولا سياق الحرب الأوكرانية الروسية، حيث طُرحت أزمة الغاز بشدة على مستوى أوربا، مبينا أن المغرب بسياسته على مستوى تنمية الصحراء وعلاقاته الافريقية يُقدم جواب من الأجوبة على هذه الأزمة، وهو ما يعني بحسبه أن الحياة الاقتصادية والاجتماعية في أوربا لم تعد ترتبط فقط بعلاقاتها بقضية الصحراء بالأمن والسلم في هذه المنطقة، بل أيضا مرتبطة بمآل قضية الصحراء المغربية وهو معطى نوعي يقول الخلفي.
أيضا ضمن هذا السياق، يضيف المتحدث ذاته، ما جاء في قرار مجلس الأمن الأخير الذي عكس هزيمة دبلوماسية جديدة للبوليساريو ومن ورائها الجزائر، مضيفا أن هذه الهزيمة تنضاف إلى الهزائم العسكرية، وأوضح أن المغرب الآن يُخلد الذكرى الثانية لتحرير الكركرات وإنهاء العبث الانفصالي فيها، وانهاء وهم الآراضي المحررة، وتأمين مرور الأشخاص والبضائع، إذن هي هزيمة عسكرية ترسخت بعد سنتين من المناوشات والاستفزازات، ثم هزيمة سياسية بترسخ واقع الاعتراف بمغربية الصحراء عبر ما نشهده من فتح متتال للقنصليات.
وأشار في هذا الصدد، إلى افتتاح حوالي 30 قنصلية، بمعنى يقول الخلفي ” لم نعد إزاء مسألة الاعتراف بالحكم الذاتي بل نحن اليوم إزاء الاعتراف بمغربية الصحراء من قبل الدول الافريقية ودول أمريكا اللاتينية ودول أوربية”.
إذن يقر المتحدث، “هنالك وضع سياسي دبلوماسي وعسكري ميداني يتشكل” ، وأوضح أن هذا الأمر يعطي الخلفية المضمرة للتركيز على المسار التنموي والافريقي في قضية الصحراء والذي شهدناه في خطاب جلالة الملك أمس، وهو أن قضية الصحراء موضوع حُسم.
ثم هنالك مُعطى آخر، ويتعلق بتفاقم الأزمة داخل المخيمات، وأوضح أنه “عندما قلت بأن الخطاب يؤشر لمرحلة جديدة من الناحية التنموية ومن حيث الربط بين قضية الصحراء ومشروع الغاز النيجيري المغربي، فنحن إزاء مرحلة جديدة تتشكل الآن على أساس ما بُني من إنجازات النموذج التنموي 2015-2025، وهي إنجازات هيكلية اختار جلالة الملك أن يسرد أهمها الطريق السريع تزنيت الداخلة، مشروع 6 آلاف هكتار من الآراضي المسقية، مشروع الطاقة الشمسية، مشروع الربط بالشبكة الكهربائية الوطنية، ثم ختم بمشروع الميناء الأطلسي بالداخلة وهو مشروع ضخم، وممكن القول بأنه عنوان المرحلة الجديدة لأن الأشغال ستنطلق فيه”.
ولهذا يؤكد الخلفي” فنحن إزاء مرحلة جديدة مُؤسسة لواقع جديد تتكرس معه مغربية الصحراء وتتفاقم معه أزمة البوليساريو في المخيمات وتزداد فيه عزلة الطرح الانفصالي”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.