الودغيري: اللغة العربية في صراع مع لغة أجنبية مهيمنة متسلطة ومكتسحة

أكد عبد العلي الودغيري، الأستاذ الجامعي المتخصص في اللسانيات، أن اللغة العربية في المغرب اليوم، توجد في صراع مع لغة أجنبية مهيمنة متسلطة ومكتسحة، مشددا أن العربية ليست في وضع تدافع، لأن الأخير لا يكون إلا بين الأقران.
وشدد الودغيري خلال مشاركته في ندوة علمية في موضوع “التدافع اللغوي: واقع الحال واستشراف المآل”، نظمها موقع منار الإسلام، 29 دجنبر 2022، أن العربية ليست في تدافع أيضا لأن السياسات العامة تعطي للفرنسية الأولوية، معتبرا هذا الوضع بالمشكل الذي يجب أن يواجَه بقوة، وليس بملاطفة، لأننا في وضع غير سليم.
وأضاف، اليوم داخل بلدنا تأتي لغة أجنبية لتهيمن على كل شيء، على أطفالنا وتعليمنا واقتصادنا وإدارتنا، وهذا أمر خطير، وتابع، هذا ليس له من وصف سوى أنه غزو ثقافي وحضاري، وجب مواجهته بكل قوة، ونقول هذا بشكل صريح وليس بالاستعارة أو المجاز.
ودعا الأستاذ الجامعي والعالم اللساني إلى ضرورة وضع تخطيط لغوي ينتج عنه قوانين، يضع لكل استعمال لغوي مكانته وحدوده، ويحفظ للغة العربية سندها ومكانتها باعتبارها لغة الأمة المغربية، وأن يعطي أيضا للغات الوطنية أو المحلية الوظائف المناسبة لها،
وذكر الودغيري أن اللغات الأجنبية كالفرنسية والانجليزية والاسبانية يمكن في ظل المخطط المطلوب، تعلمها والاستفادة منها كلغات تفتح وليست كلغات هوية، واصفا مسار الفرنسة الذي تعيشه بلادنا بالمعيب وبأنه ردة كبرى، مؤكدا أنه لا تطور ولا تقدم إلا إذا أعطينا للعربية المكانة المستحقة، لا أن كون في الهامش، ترى الفرنسية تطغى وتتسيد.
وأوضح المتحدث ذاته، أن المدافعين عن العربية ليسوا ضد الفرنسية كلغة تنتمي لحضارة وثقافة، بل ضد الفرنكفونية والفرنسة كإيديولوجية، ولأنها في آخر المطاف لغة كباقي اللغات الأجنبية، ويجب التعامل معها على هذا الأساس، أي أنها لغة انفتاح وليست لغة إدارة واقتصاد وتعليم وغيرها.
وشدد الودغيري أن التعليل بالهيمنة الفرنسية لقبول الوضع القائم أمر لا يستقيم، مؤكدا أن الوجود الفرنسي كواقع لغوي يستوجب العمل على تغييره وليس تكريسه.
ونبه إلى أنه على المستوى الوطني، لا أحد يريد أن تزاحم أي لغة أجنبية لغته الوطنية، مشيرا إلى أن العربية ليس لها أي صراع مع الأمازيغية أو الدارجة، بل صراعها مع الفرنسية التي جاء بها الاستعمار وعمل على فرضها على المجتمع.
وأردف، وهناك من يستخدم الدارجة كأداة صراع، عبر استبدال العربية بها، والقول إن العربية صعبة أو أنها لم تعد لغة تواصل أو علم أو غيرها، وكل هذا، يقول الودغيري، نجد حله باستبدال الوظائف، أي استخدام كل لغة في المكان الذي يناسبها، وفق التخطيط المشار إليه سابقا.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.