أكد الكاتب والباحث بلال التليدي، أن الجامعة المغربية، وفي تفاعلها مع ملف الوحدة الترابية ومع مختلف القضايا الكبرى، تتعامل مع الدولة وفق ثلاث أنماط من العلاقات، ويتمثل أولها في علاقة الإسناد، وذلك بأن تتلقف الجامعة السياسات العمومية وتسوقها وتعطيها منطقا اقناعيا أقوى من المنطق الرسمي.
وأضاف التليدي، في كلمة له خلال ندوة احتضنتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، اليوم الأربعاء، والتي خصصت لموضوع الدبلوماسية الجامعية والقضية الوطنية، أن النمط الثاني من هذه العلاقات يتمثل في التفاعل والتنسيق، وهو الذي يتحقق في البعد التقييمي والتشاركي، ويتم بموجبه التعامل مع المراكز البحثية والجامعية بما يحترم خصوصية الأخيرة وعلى رأسها بعد الاستقلالية.
النمط الثالث، يقول المتحدث ذاته، يتعلق بمستوى التأثير والترشيد، وذلك بأن يكون للجامعة رأيها ونقدها الخاص، وتقترح على الفاعل السياسي ومؤسسات الفعل الرسمي سيناريوهات أو قراءات خاصة لمختلف الملفات والقضايا.
وذكر التليدي، أن الجامعة يجب أن تكون في عمق السياسات المتعلقة بالقضايا الكبرى بالبلد وخصوصا قضية الصحراء، لا أن تكون أداة تكميلية أو تسويقية للسياسة الرسمية، منبها إلى أنّ الجامعة عليها أن يكون لها دور أساسي في إنتاج القرار السياسي المتوازن، الذي يساعد المغرب على كسب قضيته الوطنية.
وأشار الباحث، إلى أنّ موضوع الصحراء له أهمية كبرى، ليس لأنه يؤطر السياسة الخارجية للمغرب مع مختلف الدول والمنظمات على مستوى العالم، ولكن، أيضا، لأنه يؤطر سياسته الداخلية، ومن أمثلة ذلك مسألة الجهوية الموسعة وقضية النموذج التنموي، وعليه، يوضح التليدي، فإن الجامعة يجب أن تكون في صلب التفكير في كل هذه القضايا والملفات.