قال الكاتب والباحث بلال التليدي، إن النقد الكثيف الموجه للتعليم في المغرب، أخذ منحيين اثنين، يقودان إلى التمكين للثقافة الفرنكفونية، وإضعاف مقومات الهوية العربية الإسلامية للمغرب.
وذكر التليدي في مقال رأي حمل عنوان ”أي أجندة وراء إقحام العامية في مناهج التربية والتعليم في المغرب؟”، نشره بالقدس العربي، أن المنحى الأول، ينتقد على مخرجات التعليم الأساسي، كونه يخرج متعلمين لا يتقنون اللغات، وبالأخص اللغات الأجنبية. والمنحى الثاني، ينتقد على التعليم كونه يخرج أفواجا من العاطلين، بسبب أن مناهجه لا تقدم الكفايات والتكوينات التي تلائم سوق الشغل.
وأوضح الكاتب أنّ المقاربة السائدة تتجه لحل المعضلة الأولى، بطرح كفاية إتقان اللغات، وبالخصوص اللغات الأجنبية، بينما تتجه في حلها للمعضلة الثانية، إلى إلغاء الشعب الأدبية، والإبقاء منها فقط على شعب اللغات الأجنبية، وفتح المجال للإجازات المهنية.
التركيب الذي يمكن استخلاصه من هذين المنحنين، وفق التليدي، أن الأمر سيفضي في النهاية للتمكين للغات الأجنبية، وإضعاف شعب الآداب والدراسات الإسلامية.
“طبعا، الأمر لا يمكن اختزاله في مقاربة اقتصادية تقنية، تنظر لمناهج التعليم بمنطق المردودية والنجاعة والفاعلية، وإلا، فكثير من المعايير غير المادية، تكون لها كلفة مادية أكبر”، يقول التليدي، واسترسل، “اليوم تدفع الدول العربية كلفة مالية ضخمة لمواجهة بعض الظواهر القيمية، كما تعاني من إسناد المسؤوليات التدبيرية لعقول تقنية لا تعرف مزاج الجمهور ولا عقلياته، لأن تكوينها في العلوم الإنسانية شبه معدوم”.