بالمختصر المفيد.. ماذا يريدون من العثماني؟

محمد عصام


بالمختصر المفيد..

ماذا يريدون من العثماني؟

فتحت الخرجة الإعلامية للسيد رئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني قبل يومين بالقنوات العمومية، شهية البعض ممن عجزت حتى كورونا والأجواء الروحانية لشهر رمضان الفضيل عن فطامهم عاداتهم القبيحة في تبخيس كل شيء، ومنعهم من الغرق حتى القفا “السياسوية” الكليلة عن الإنصاف واذا سلمنا بأن الأمر هو مجرد توارد خواطر، فإنه من المفيد أن نطرح السؤال التالي:

ما الذي يزعج القوم في خرجة العثماني؟ ومن له المصلحة في أن يلزم السيد رئيس الحكومة الصمت وأن لا يتواصل مع المواطنين؟.

للإجابة عن هذا السؤال، نذكر أولا بأن المغرب بكل مؤسساته وفئاته، قد انخرط في جهد وطني بصيغة الإجماع في معركته ضد كورونا، وتوج ذلك بتوفيق لله، بتحقيق نتائج إيجابية يمكن أن نعتبرها بكل اطمئنان مؤشرا على أن بلادنا قد ربحت الجولة الأولى في هذه المعركة، وذلك بشهادة الخاص والعام، وتنتظرها جولات أخرى نسأل الله أن ييسر فيها النجاح أيضا.

البعض ممن تتملكه نزغات شياطين “السياسوية” الأمارة بالسوء، هؤلاء يخشون بكل بساطة أن يحتسب في صحيفة العثماني أي ذكر أو إسهام له ولحكومته بكل مكوناتها في تدبير هذه اللحظة العصيبة، ويتناسون أن العثماني يحمل صفة دستورية أي أنه رئيس للحكومة، وأن تدبير المرحلة قبل ذلك وبعده تدبير حكومي جماعي يتم بتتبع وإشراف مباشر من جلالة الملك، وتشارك فيه مؤسسات أخرى كل من موقعه ونطاق صلاحياته واختصاصه، وبمشاركة لكل المغاربة بكل أطيافهم ومواقعهم، فليس من تفسير لتحامل أولئك سوى أن الخروج الإعلامي الناجح للعثماني كما أقر بذلك المنصفون، قد أربك حساباتهم، ومن ثم لا غرابة أن تشحذ الالسن المعتادة على قلب الحقائق، لتقترف ما اقترفته من ادعاء أن العثماني لم يقل شيئا ولم يأت بجديد!

هل كان هؤلاء ينتظرون من العثماني أن يقول لهم أنه توصل إلى اكتشاف لقاح ضد كورونا؟.

أم أنهم كانوا ينتظرون أن يزف لهم متسرعا، وهو ما لا يليق برجل دولة يحترم موقعه الدستوري ويحترم ذكاء مواطنيه، بأنه سيتم رفع حالة الحجر الصحي في اليوم الموالي؟ وحتى في هذه فمن المؤكد أنه لن يسلم من ألسنة السوء، كما أنه لن يسلم لو تجنب التواصل الواجب في مثل هذه المرحلة من قبل المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي .

أما عموم المغاربة الذين تابعوا العثماني بكثافة، فقد كانوا منشرحين وهم يسمعون أن التدابير التي اتخذتها بلادنا قد مكنت بتوفيق لله من تقليص نسبة فتك الفيروس، ومن تجنيب بلادنا مائتي حالة وفاة يوميا، كما تفهموا وقدروا لغة الوضوح والصراحة، ولغة الصدق والواقعية وعدم توزيع الأوهام التي هي من سمات المسؤول الذي يحترم نفسه ويحترم المؤسسات، ويقدر ذكاء المواطنين ووعيهم، خاصة وأن تدبير الخروج من وضعية الحجر الصحي لن يكون أسهل من تدبير الخروج منها، وأنها ستحتاج جهدا أكبر وحكامة أجود، ومواصلة للتعبئة الوطنية، وصياما ولو بعد حين عن آفات السياسيوية المقيتة، سواء في شهر رمضان الفضيل أو بعده .

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.