وعيا منهما بحجم وأهمية الروابط الاستراتيجية التي تجمعهما، والتطلعات المشروعة لشعبيهما للسلام والأمن والرخاء، يدشن المغرب وإسبانيا بناء مرحلة جديدة في علاقاتهما الثنائية.
جاء ذلك في البيان المشترك الذي تم اعتماده في ختام المباحثات المعمقة بين جلالة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، الذي يقوم بزيارة رسمية للمغرب بدعوة من جلالة الملك، حيث أكد أنه “فضلا عن استنادها إلى مبادئ الشفافية والحوار الدائم والاحترام المتبادل واحترام وتنفيذ الالتزامات والاتفاقات الموقعة بين الطرفين، فإن المرحلة الجديدة تستجيب لنداء صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتدشين مرحلة غير مسبوقة في علاقة البلدين، وصاحب الجلالة الملك فيليبي السادس للسير سويا لتجسيد هذه العلاقة الجديدة”.
كما تتوافق هذه المرحلة، يضيف البيان المشترك، مع إرادة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتشيس “لبناء علاقة على أسس أكثر صلابة”، وبهذه الروح يعتزم البلدان وضع خارطة طريق دائمة وطموحة.
وتشكل زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب لحظة مهمة لتعزيز خارطة الطريق المذكورة، وتحديد الأولويات للاجتماع المقبل، الرفيع المستوى، المقرر عقده قبل نهاية السنة الجارية.
وحسب البيان المشترك فإن الرسالة الموجهة من رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتشيس إلى جلالة الملك محمد السادس يوم 14 مارس 2022، والمحادثة الهاتفية بين جلالته ورئيس الحكومة الإسباني يوم 31 مارس، فتحتا صفحة جديدة في العلاقات بين المملكة المغربية والمملكة الإسبانية.
ويعتزم المغرب وإسبانيا وضع خارطة طريق دائمة وطموحة تتضمن مجموعة من العناصر التي تهم مختلف أوجه التعاون الثنائي، على رأسها اعتراف إسبانيا بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، وبالجهود الجادة وذات المصداقية للمغرب في إطار الأمم المتحدة لإيجاد حل متوافق بشأنه. وفي هذا الإطار، تعتبر إسبانيا المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وذات المصداقية لحل هذا النزاع.
وذكر البلاغ ذاته، أنه سيتم الاتفاق على معالجة المواضيع ذات الاهتمام المشترك بروح من الثقة والتشاور، بعيدا عن الأعمال الأحادية أو الأمر الواقع، والاستئناف الكامل للحركة العادية للأفراد والبضائع بشكل منظم، بما فيها الترتيبات المناسبة للمراقبة الجمركية وللأشخاص على المستوى البري والبحري.
كما سيتم إعادة الربط البحري للمسافرين بين البلدين، حالا وبشكل متدرج إلى حين فتح مجموع الرحلات، وأيضا، سيتم إطلاق الاستعدادات لعملية مرحبا، وتفعيل مجموعة العمل الخاصة بتحديد المجال البحري على الواجهة الأطلسية، بهدف تحقيق تقدم ملموس.
وسيتم التعاون أيضا على مستوى إطلاق مباحثات حول تدبير المجالات الجوية، و إعادة إطلاق وتعزيز التعاون في مجال الهجرة، وفي هذا الإطار سيجتمع الفريق الدائم المغربي-الإسباني حول الهجرة قريبا.
وأبرز البيان المشترك، أن البلدين سيشتغلان على موضوع تسهيل المبادلات الاقتصادية والمواصلات في اجتماع قريب
وسيشكل مجال التربية والتكوين المهني والتعليم العالي أولوية خلال هذه المرحلة الجديدة، حسب البيان المشترك، ولهذا الغرض، سيتم إحداث فريق عمل متخصص، كما سيتم تعزيز التعاون الثقافي. وفي هذا الإطار، سيتم إحداث فريق عمل قطاعي في مجال الثقافة والرياضة. كما سيتم إعطاء دفعة جديدة لمجلس إدارة مؤسسة الثقافات الثلاث، بالإضافة الى نقط أخرى.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا