المحجوب لال
لم يجد أحد شباب حزب العدالة والتنمية، من تعبير يعكس شعوره تجاه تفاعل قيادة “المصباح” ومؤسساته مع العدوان الصهيوني على غزة، سوى أن دون عبر حسابه الفيسبوكي: هذا هو الحزب الذي في خاطري.
وحق له كما لباقي المواطنين، أن يفخروا بوجود حزب وطني، انبثق من رحم الشعب، مؤمن بثوابته الجامعة ومدافعا عنها، يُرمى من علٍ بغير جريرة اقترفها إلا أنه آمن بقول سيدنا شعيب: “إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت”، ثم يواصل الوقوف بعد أن بات شبه مطرود من كل المؤسسات المنتخبة.
والعجيب ليس أن يحاول الوقوف فقط، بل أنه ما يزال يشغل الساحة السياسية، وكأنه الأول من بين الأحزاب، والواقع، أن من هندس مخرجات انتخابات 8 شتنبر المعلومة، قد وضعه في الرتبة الثامنة، بغير حياء ولا قليل ذكاء أو معقول، متناسين، أن المرتبة هي في الوجدان والميدان، وليست في أعداد البرلمانيين والمستشارين وعضوية الحكومة والاستحواذ على المؤسسات.
قبل أيام شغل الحزب الناس حين رد ببلاغ قوي وواضح على البلاغ المتسرع لوزير الداخلية عبد الوافي الفتيت، والبارحة، رد أيضا ببلاغ لا يقل وضوحا وقوة، على بلاغ هش، لوزارة الخارجية، يصف فيه العدوان على غزة بالاقتتال، ويدعو الطرفين، وكأنهما على مسافة واحدة، إلى وقف هذا الاقتتال والعنف.
ثارت ثائرة قيادة حزب العدالة والتنمية، وعموم أبناء الشعب المغربي الأبي، الذين، رفضوا أن يقال إن المغرب، هذا البلد العريق والتاريخي والأصيل، ينظر إلى الشعب الفلسطيني نظرته للمحتل الإسرائيلي، فما بينهما، كما بين الأضداد؛ حق وباطل، وعدل وجور، وسمو وخسة.. لا يلتقيان أبدا.
فكان بلاغ لجنة العلاقات الدولية للحزب، عقب اجتماع استثنائي على عجل، بتوجيه من الأمين العام، الأستاذ عبد الإله ابن كيران، بلاغ وضع النقاط على الحروف، وذكر، من أنسته حمى التطبيع أن ملك المغرب، يرأس لجنة القدس، وأن بلاغ الديوان الملكي واضح في طبيعة تعاطي المملكة مع فلسطين والقدس، وثباتها في الدفاع عنهما، وأن المغرب، مؤمن بعدالة القضية الفلسطينية إيمانه بعدالة قضيته الترابية.
هكذا، يقوم حزب العدالة والتنمية، بدوره الدستوري، في تأطير المواطنين، وفي التعبير عن رأيه في إدارة الشأن العام، وفي الدفاع عن صورة المملكة، والتحذير مما يخدشها من أفعال وأفاعيل المطبعين.