سنة من التدبير الجماعي.. تمخض الجبل فولد سرابا
سنة واحدة من التدبير الجماعي للأغلبية المهيمنة على كل شيء ” يدب على أرض المغرب” من حكومة وبرلمان وجماعات، كانت كافية لبيان أن ما وقع في محطة 8 شتنبر كان أكبر عملية نصب باسم “الانتخابات” في تاريخ المغرب.
سنة واحدة كانت كافية لتسقط كل الشعارات المرفوعة والتي تم من خلالها تم تضليل الناس والنصب عليهم، فلم يجدوا لما سمي “كفاءات” أثرا ولا وقعا على معيشهم اليومي والخدمات التي من المفروض على أقل تقدير أن تبقى في المستوى الذي كانت عليه قبل أن يحل علينا من حملتهم “تسونامي 8 شتنبر ” إلى مواقع التدبير.
سنة واحد كانت كافية لتبين الخيط الأبيض من الأسود، ولكي تتمايز الصفوف بوضوح، وأن ما بُشر به المغاربة من “تستاهل حسن” لم يكن إلا سرابا ظنه البعض ماء، فلما جَدَّ الجِدُّ لم يجده شيئا.
مدينة من حجم الدار البيضاء يتم رفض ميزانيتها من طرف الوالي حميد حميدوش، في سابقة خطيرة غير مسبوقة، وبطبيعة الحال توجد في قمرة قيادة هذه الجماعة العملاقة، سيدة من الحزب الذي “صدع” رؤوسنا بأسطوانة الكفاءات، وهي ذاتها من تم تعيينها وزيرة للصحة لمدة سبعة أيام، وهي ذاتها التي “بلصت “زوجها المنعش العقاري بجنبها قبل أن تعدل عن قرارها جراء الضغط الشعبي والفضيحة التي فجرها قرارها.
رئيس جماعة تمارة بجنب العاصمة الرباط، يسرق أجزاء من برنامج تنمية جماعة طنجة في الولاية السابقة، ومن فرط “كفاءته” التي لا تسر الناظرين، أبقى على اسم جماعة طنجة في البرنامج الذي قدمه للدورة الأخيرة، وكأن لسان حاله يقول “بحال طنجة بجال تمارة..المغرب الحمد لله كله واحد”
عمدة العاصمة الرباط وصاحبة الصالون الشهير الذي احتضن مفاهمات عملية إنقاذ رأسها من السقوط في امتحان العمادة بعد خروج زميلها في الحزب البحراوي خاوي الوفاض وانخراطه في حسابات أو تصفية حسابات كانت ستقود الغريم حسن لشكر من الاتحاد الاشتراكي إلى كرسي العمادة، هذه العمدة التي منحت بجرة لسان لزوجها المحامي حق الترافع عن الجماعة ف”الصدقة في الأزواج أولى” وهي التي أقامت الدنيا ولم تقعدها في موضوع الموظفين الأشباح، ومازال الرباطيون والرباطيات إلى الآن ينتظرون حصيلة معاركها في هذا الموضوع وكم من شبح أسقطتهم في هذه السنة من اللائحة التي حصرتها ومرة أخرى “بجرة لسان” في ما يفوق 2500 شبح.
الرباط اليوم تشهد تدهورا كبيرا في مجال النظافة و جمع الأزبال والنفايات، بعد أن كانت مفخرة للمغرب في هذا المجال على عهد العدالة والتنمية، أصبحت اليوم روائحها تزكم الأنوف، والإنجاز الوحيد للعمدة وفريقها، هو أنها حققت عدالة مجالية، حيث ساوت الأحياء الراقية بالأحياء الشعبية في تراكم الأزبال.
جماعة مكناس العاصمة الإسماعيلية اليوم تعيش فراغا بسبب فقدان الرئيس لأغلبيته وانفراط عقد التحالف، وهو بالمناسبة ينتمي للتجمع الوطني للأحراٍر، وكلنا نتذكر أول اجتماع لأعضاء المجلس في بداية الولاية وكيف فضح مستشار من ذات الحزب في مداخلة مصورة، زملاءه وعلى رأسهم العمدة نفسه، من كون المناصب في المجلس وأيضا المواقع في اللوائح الانتخابية تم بيعها بالملايين، إذن” إذا عرف السبب بطل العجب” !!!!!
جماعة فاس العاصمة الروحية للمغرب، تعيش وضعا لا يختلف عن الجماعات السابقة، حيث إن الدورات تمر في أجواء مشحونة، والعمدة الذي كان عضوا في التحالف السابق في الولاية السابقة انقلب على كثير مما ساهم في إقراره وتبنيه في السابق عملا بالمقولة المغربية “الراس لي ما كايدور كدية ” .
أما جماعة أكادير فمعاناتها مع غياب العمدة ورئيس الحكومة قصة سارت بها الركبان، والبرنامج الذي تم توقيعه أمام أنظار جلالة الملك لتهيئة المدينة، عرضة للتسويف والتعثر والبطء في الإنجاز، وعدم المتابعة والرقابة في التنفيذ، وتحولت المدينة إلى ورش كبير الله وحده من يعلم متى وكيف سينتهي.
هذا هو حال أغلب الجماعات التي وجدت نفسها بين أيادٍ لا تستحقها وليست أهلا من حيث الكفاءة لحسن تدبيرها، فإذا كانت صدمة المغاربة شديدة من المستوى المتدني لأعضاء الحكومة، وهو الأمر الذي لم يعد يتحرج منه حتى قادة التحالف أنفسهم ويقرونه تصريحا أو تلميحا، فإن صدمة المغاربة من مدبري الشأن المحلي أقوى وأشد، لالتصاق التدبير المحلي بالخدمات اليومية التي يحتاجها المواطن في كل المجالات، ولهذا نرفع أكف الضراعة أن يدبر الله لنا أمرا رشدا سائلينه اللطف في ما قدر وحكم.