بنعبد الله يدافع عن تحالفه مع البيجيدي ويعتبر الحكومة عاجزة عن إبداع حلول للأزمة

دافع محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على تجربة التحالف التي جمعت حزبه بحزب العدالة والتنمية، واعتبرها تجربة منفردة، تأسست على الإرادة في مواصلة المسار الديمقراطي والتفعيل السليم للدستور، مضيفا أنه كان يحدوه الأملُ في أن تكون قوى الصف الوطني والديمقراطي (أي الكتلة الديمقراطية آنذاك) كُــــلُّها مُساهِمَةً في تلك التجربة.
واعتبر بنعبد الله الذي كان يتكلم في افتتاح المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزب التقدم والاشتراكية أمس الجمعة 11 نونبر ببوزنيقة،  أن تجربة الائتلاف الموضوعي، وليس على أساسٍ إيديولوجي أو فكري أو مرجعي، التي جمعت حزبَـــه مع العدالة والتنمية على مدى سنواتٍ، تكاد تكونُ متفردةً ورائدةً في المحيط الإقليمي والدولي، حيث استأثرت باهتمامٍ بالغٍ، من خلال ما جَسَّدَتهُ من تقاربٍ مرحلي وبرنامجي بين حزبٍ يساري” أصيل” وآخر ذي مرجعية إسلامية.

بنعبد الله: التحالف مع البيجيدي تأسسس على الإرادة في مواصلة المسار الديمقراطي والتفعيل السليم للدستور

وأضاف الأمين العام لحزب رفاق الراحل علي يعتة، أنه حزبه في تحالفه مع العدالة والتنمية عاش تجربةً لم يفرِّط خلالها في هويته ولا في مرجعياته، وكان يدافع عن المسار الديمقراطي ويقف في وجه التعثرات التي كانت تـــُــهدِّدُه. والتي تُـــؤكدها انعكاساتُـــها السلبية على متانة وقوة الفضاء السياسي إلى يومنا هذا، مؤكدا أنه حزبه صمد، وأدى الثمن عن تلك التجربة التي غادرها في 2019، بقرارٍ حر ومستقل وجريء، حينما لم يعد لوجوده في الحكومة آنذاك أيُّ مبرر، وحينما خَـــفَـــتَ – حسبه – في الصيغة الثانية من هذه التجربة ذلك النَّــفَسُ الإصلاحيُّ المطلوب للمُضيِّ قُدُماً في بلورة المشروع الديمقراطي.
انتخابات فاسدة
وبالنسبة لانتخابات 8 شتنبر 2021، انظم بنعبد الله إلى صف المشككين في نتائجها أو على الأقل المتحفظين بخصوصها،  حين أقر بأنها شهدت ممارساتٍ غير سليمة وفاسدة، مُعتَمِدةً على المال من قِبَلِ عددٍ من المُساهمين فيها، مما يَفرض حسبه التساؤل، ليس بمنطقٍ حزبي أو من منطلقٍ حسابي، ولكن بمنطقٍ وطنـــي ومواطناتي، ومِنْ مُنطلَقِ المسؤولية، حول مكانة المؤسسات المنتخبة وأدوارها الفعلية، وحول طبيعة العديد من المنتخبات والمنتخبيـــن الذين أفرزتهم عمليات الاقتراع.
وأضاف أن ذلك يطرح بحدة، في المستقبل، ضرورةَ توفير الشروط السياسية والصيغ القانونية اللازمة للارتقاء بالعملية الانتخابية، شكلاً ومضموناً، وحِمَايَـــةَ مصداقيةِ الفضاء المؤسساتي والسياسي من هيمنة عالَم المال المرتبط بأوساط الفساد والريع، وضمانَ مُـــشاركةِ وحضور أجود وأنـــزه الطاقات البشرية في المؤسسات المنتخبة.
حكومة مشلولة
وفي تقييمه لأداء حكومة عزيز أخنوش في السنةمن ولايتها، قال بنعبد الله، أن لاخيار لهذه الحكومة سوى مواجهة الأزمة عوض تبريرها، وليس أمامها سوى إبراز القدرة على ابتكار الحلول وإجراء الإصلاحات الضرورية. فالأزمات، عبر التاريخ، شَكَّــــــلَـــت فرصةً للتطوير والتقدم، بشرط حُسنِ التعاطي معها والتقاطِ عناصرها الإيجابية.
لكن سنة مرت، يقول بنعبد الله، ولا جديد تحت الشمس، غير تدابير عادية في زمنٍ استثنائي بكل المقاييس. تدابير لا ترقى إلى حماية القدرة الشرائية للمغاربة الذين يئنون تحت وطأة الغلاء. كما لا ترقى إلى الرُّقِـــــيِّ بالنسيج الاقتصادي الوطني وتحصينه ضد الصدمات. كما لا نزالُ في انتظار تفسير وإقناع الحكومةِ للناس بالخطوات التي قامت بها أو لم تقم بها.
ودعا الأمين العام الحكومة إلى أن تتملك الجرأة السياسية للتوجه رأساً إلى حيثُ يوجد المال: أولاً الشركات الكبرى التي تُراكِمُ أرباحًا مَــــــــــهُــــــــولَـــــة من وراء الأزمة وبسببها، ومنها شركاتُ المحروقات والاتصالات وغيرها. وعلى الحكومة يضيف بتعبد الله أن تطرق هذا الباب، معتبرا المساهمة الوازنة في التضامن الوطني هذا هو وقتها. والاستقرارُ له ثمنٌ على الجميع أن يتقاسم كلفته.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.