الخلفي: لا مستقبل للانفصال واحتضان الجزائر لـ”البوليساريو” لم يعد محل قبول

عبد النبي اعنيكر


قال مصطفى الخلفي، رئيس لجنة الصحراء المغربية بحزب العدالة والتنمية، إن المستقبل لا يصنع في غياب رؤية طموحة ذات مدى طويل، “فنحن نتقدم ونحقق الإنجاز تلو الإنجاز فيما يخص قضيتنا وحدتنا الترابية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس”.
جاء ذلك ضمن مداخلته خلال محاضرة نظمتها الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بطانطان، أمس الأحد، عبر تقنية التناظر عن بعد، في موضوع:” مستجدات القضية الوطنية في ظل التحولات الوطنية والدولية”، احتفاء بالذكرى 47 لانطلاقة المسيرة الخضراء المظفرة.
التحديات المطروحة وتعزيز المكتسبات
في هذا الصدد، أبرز مصطفى الخلفي، أن هناك أربع مرتكزات محددة لتعزيز المكتسبات لبلادنا التي حققتها فيما يخص قضية وحدتنا الترابية، أولاها، ما له ارتباط بالتصدي لعملية التضليل الإعلامي التي يشنها خصوم وحدتنا الترابية، مستغلين العالم الرقمي، وهذه بحسبه مسؤولية موجهة للقوى الوطنية من أحزاب ومجتمع مدني في الدفاع عن مغربية الصحراء، وتعزيز الثقة في أبناء الصحراء واستثمارها في بث خطاب الحقيقة لمواجهة سياسة التضليل.
ثانيها، يضيف الخلفي التحدي الجمعوي والحقوقي والعمل على فضح واقع مخيمات الذل والعار في المحافل الدولية، ومواجهة زيف ادعاءات الانفصاليين، والاستعداد الجيد للمرحلة المقبلة من النموذج التنموي 2025 بالعمل على صيانة المكتسبات والمشاريع المؤطرة له.
وبالنسبة للمرتكز الثالث، فقد أشار المتحدث ذاته، إلى إنتاج الأفكار والمبادرات من قبل القوى الحزبية، معتبرا أن مسيرة التنمية لا يمكن لها التوقف واستشراف المرحلة المقبلة لما بعد سنة 2025.
وأخيرا يضيف الخلفي، تحدي خارجي لمواصلة سياسة الوضوح خاصة مع الدول التي لم تراجع مواقفها الرمادية، يوازيها مواصلة المجهود الرسمي إلى طرد الانفصاليين وتوسيع دائرة الاعتراف الرسمي والديبلوماسي بمغربية الصحراء على مستوى الجهات الحزبية والجمعوية من خلال سياسة الحوار وفق سياسة وطنية تروم عزل المشروع الانفصالي ومحاصرته والتمكين للموقف الرسمي المغربي.
مستجدات قضية وحدتنا الترابية
اعتبر رئيس لجنة الصحراء بحزب العدالة والتنمية، أن ما استجد في ملف قضية الوحدة الترابية هو التقدم في انجاز استحقاقات النموذج التنموي وهو مستجد دال، في مرحلته الأولى إلى إرسال البنيات التحية، وهو ما يؤشر على تحول كبير في الأقاليم الجنوبية، من خلال تقوية الطريق الكبير إلى المعبر الحدودي الكركرات، وربط الداخلة بالكهرباء، وتحلية مياه البحر عبر تقنيات الطاقة المتجددة إلى جانب المشروع الكبير المتعلق بالخدمات الاستشفائية بالعيون، والميناء الأطلسي بالداخلة يقابلها تحول عمراني مهم بالعيون، كل هذه المنجزات يؤكد الخلفي تشكل عنوانا لمشاريع مهيكلة شملت عدة مدن بالصحراء المغربية تؤسس لنموذج تنموي ثاني ينطلق بعد سنة 2025.
وقال الخلفي إنه على المستوى الاقتصادي، هناك مجهود طموح لخلق أقطاب صاعدة رغم التحديات المطروحة، منذ ثماني سنوات، خاصة بالأقاليم الجنوبية التي تشهد مشاريع في طور الإنجاز على خلفية إحداث تحول اقتصادي للأقاليم الجنوبية.
ديبلوماسيا، اعتبر الخلفي، أن نجاح بلادنا في فتح قنصليات دول افريقية وعربية وأوروبية وأمريكية، شكل تحولا كبيرا لقضية وحدتنا الترابية، من منطق صوابية الحكم الذاتي إلى معطى الاعتراف بمغربية الصحراء.
اليوم يستدرك الخلفي، هناك ما يمكن تسميته الفرز بين الدول الذي تعترف بمغربية الصحراء ولها تعامل خاص إيجابي، حيث اعتبر أن تفاعل بلادنا مع دول العالم مقرون بتحديد موقف هاته الدول من مغربية الصحراء الذي يكون له انعكاسات اجتماعية واقتصادية وسياسية.
هذا وأشار، إلى أن المغرب قد دشن مرحلة جديدة، حيث المؤشرات ليست عسكرية فحسب، بل سياسية واقتصادية في ضوء افتتاح أزيد من 30 قنصلية لدول العالم بالأقاليم الجنوبية، سيما بالداخلة والعيون.
إلى جانب ذلك، يتابع الخلفي، عرفت الساحة الدولية تحولا مهما في موقف دول العالم من مغربية الصحراء، كإسبانيا وألمانيا، سيما اسبانيا بعد ترسيم الحدود البحرية، تمثلت في القطع مع السياسة الرمادية مع المغرب بالوضوح، وهذا الموقف بحسبه يقتدي الصبر والقدرة على الحوار الهادئ والمقنع يروم الدفاع عن عدالة قضيتنا وتوسيع دائرة أنصار موقفنا.
نجاح النموذج التنموي وذكاء المغرب
في هذا السياق، اعتبر الخلفي، أن اعتراف الولايات المتحدة واسبانيا بمغربية الصحراء “لم يكن حدثا ظرفيا مؤقتا بل حسم تلته إجراءات تحافظ على المكتسبات وتفتح آفاقا جديدة وكبيرة للمغرب في علاقته بمحيطه الإقليمي والدولي”.
فملف الصحراء يقول الخلفي، سيكون حلا لملفات أخرى مصيرية لدى شعوب الاتحاد الأوروبي من خلال جواب اقتصادي كمشروع الغاز الذي يربط نيجيريا بالمغرب وأروبا، والذي سيستفيد منه عشرات دول افريقيا (440 مليون مواطن من دول افريقيا سيوفر لها فرص شغل قارة أو مؤقتة في مشاريع مرتبطة به للإقلاع تنموي والاقتصادي الى جانب مشاريع أخرى ذات صلة”.
خلق دويلات انفصالية ودعم النموذج الوحدوي
أفاد رئيس لجنة الصحراء المغربية بحزب العدالة والتنمية، بأن مكانة المغرب تعززت برجوعه للاتحاد الإفريقي، وإيمانه المطلق بالفكرة الوحدوية ورفضه مخططات التقسيم أو الجزيء عكسه وعي عربي مشترك، واعتبار ذلك خطا أحمرا لا يمكن القبول به، مؤكدا أن مشروع الانفصال لا مستقبل له وأن احتضان الجزائر لكيان وهمي لم يعد محل قبول من قبل دول العالم، ما خلف حالة من اليأس والإحباط لدى أنصار الجبهة الانفصالية ومن يقف ورائها.
وأشار الخلفي إلى أن مكانة المغرب منذ يناير 2017 إلى اليوم تعتبر عنوانا للتطور الدال والكبير والعودة لملء المقعد الفارغ بمؤسسة الاتحاد الافريقي، وذلك بسن سياسات جديدة كمشروع المنطقة الاقتصادية للتبادل الحر التي تعرف تقدما مهما في تنزيلها بالقارة الإفريقية وأخرى لها علاقة بالهجرة وتعكس تملك أوربا قرارها بيدها.
وكشف الخلفي أن هناك تطورا دالا يمهد إلى طرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي في ضوء سحب الاعتراف لدول العالم لهذا الكيان الوهمي الذي يحظى برعاية الجارة الجزائرية، والتي تدعم هذا الكيان من خلال تسخير مقدرات البلد لصالحه، عوض صرفها في تلبية شعبها الذي يئن تحت وطأة الفقر والتهميش، مستدركا أن ذلك لم ينعكس على أرض الواقع وما رسالة القمة العربية المنعقدة مؤخرا بالعاصمة الجزائرية إلا رسالة واضحة لرفض هذا التدخل الداعم لمرتزقة البوليساريو يقول الخلفي.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.