محمد عصام يكتب: حكومة ” آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه”!!

في الجلسة العامة المتعلقة بالأسئلة الشفهية بمجلس النواب الإثنين 21 نونبر، خاطب وزير الصحة  في حكومة عزيز أخنوش، خالد أيت الطالب نائبة برلمانية مستهزئا، بقوله “لو كان هناك فشل في قطاع الصحة  في مدينتك لما كنتِ أنت بخير و”واقفة على رجليك” !!!
لا أدري ما الذي يجعل وزراء هذه الحكومة ينزلقون بسرعة و”خفة “إلى هذه الدرجة من لغة “القاع والحضيض”، وما الذي يجعلهم بتجرؤون بكل وقاحة في الولوغ فيها دون احتساب العواقب، وبدون أن يضعوا في اعتبارهم، أن مثل هذا الانزلاق يسيء إلى المؤسسة التي يمثلونها وتلك التي يقفون أمام آلياتها الرقابية، وأنهم بالتبع يسيئون إلى بلدهم كما يسيئون إلى أنفسهم من حيث لا يعلمون.
لا نظن أن الوزير كان في حاجة إلى مثل هذه الأجوبة التي تكشف ضعفا بينا في تمثل واستيعاب المسؤولية أمام مؤسسة رقابية من حجم البرلمان، ولا نظن أيضا أن السياسة في هذا البلد في حاجة إلى مزيد من البهدلة التي تضاعف حجمها في عهد ما بعد 8 شتنبر.
كان الأولى بالسيد الوزير أن يجيب من أين ستأتي حكومة “الكفاءات”  بالاعتمادات المالية الكفيلة بتنزيل محطة التعويضات العائلية المقرر لها سنة 2023 ضمن البرنامج الملكي الكبير المتعلق بالحماية الاجتماعية، وهي التي لم تبرمج في مشروع قانون المالية إلا 10 مليار درهم، 9،5 مليار ستذهب إلى في برنامج إدخال المستفيدين من راميد إلى نظام التغطية الصحية AMO.
وكان الأولى به أن يحيب أيضا عن  مصير المستفيدين اليوم من راميد بعد قرار إلغائه، وقبل البدء في تنزيل إلحاقهم بنظام التغطية الصحية الإجبارية.

وكان الأولى به أيضا، أن يجيب ويستفيض فيما تم إعداده من مستشفيات وأطقم وأدوية  لاستقبال 22 مليون ملتحقا بنظام التغطية الصحية.
ولكنه اختار لغة البوليميك التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وتعمق جراحات السياسة في هذا البلد.
الغريب في الأمر أن لا أحد رد على الوزير او احتج على تدخل الوزير بما فيه النائبة موضوع استهزاء الوزير !!!

لقد اختار أيت الطالب أن يصطف إلى جنب فوزي لقجع في الجلسة السابقة حين اتهم نائبا برلمانيا بالعمالة للخارج، وقبلهما كان كبيرهم أي رئيس الحكومة عزيز أخنوش في الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة في مجلس النواب الشهر الماضي، حين تناول الكلمة للرد على تعقيبات النواب البرلمانيين، فقال “إني أتفهم قلقكم لأن مشروع قانون المالية الذي قدمته الحكومة كان مستواه عاليا جدا” !!!!!
خلاصة القول، إن بهذا المستوى الذي يتكرر كل جلسة برلمانية حق لنا أن نقول “آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه” !!!

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.