حديث الصورة: المغرب فلسطين.. شعب واحد مش شعبين !!
محمد عصام
منذ البداية كنا نقول وستظل نقول، إن كرة القدم أكبر من مجرد لعبة، وإن مونديال قطر أكبر من قطر وأكبر من مجرد موعد كروي راتب ينظم كل أربع سنوات.
وحمل اللاعب جواد اليميق للعلم الفلسطيني عقب انتهاء مقابلة المنتخب المغربي فائزا على نظيره الكندي، ومتأهلا إلى الدور القادم متصدرا مجموعته، ليس مجرد صورة سيطويها النسيان.
إنها بكل تأكيد توقيع في دفتر التاريخ، وشهادة عصية على التأويل المغالط والمضلل، وعصية أيضا على المحو، إنها وصور الأعلام الفلسطينية تزين كل مقابلات المنتخبات العربية المشاركة، تشهد أن قضية فلسطين ليست قضية ادعاء، إنها العمق الذي يجسد وجودنا ووحتنا في التاريخ والجغرافيا، إنها العمق الذي يكذب الحدود المصطنعة، ويفضح العجز العربي الرسمي المزمن.
إن أعلام فلسطين بالكثافة التي شوهدت فيها في هذا المحفل العالمي الكبير، تقول للعالم كل العالم، أن قضية ظلم كبيرة سيظل عارها يلاحق العالم الغربي المتسلط والمتعجرف، وستظل قضية فلسطين شارة إدانة لكل هذه القوانين الدولية والمؤسسات العالمية التي أنشئت في سياق مكافأة المنتصرين والأقوياء، ضدا على قيم العدل والحق، ومعاكسة لحقائق التاريخ وشرعياته التي لا يلحقها التقادم .
منذ اليوم الأول لتنظيم هذا العرس الكروي، بدأ القصف على قطر بخلفيات إيديولوجية وقيمية وحضارية، لكن الإنجاز على الأرض لم يترك فرصة لتتسرب منه الدعاية المخدومة، والمحكومة بأجندات لا رياضية ولا أخلاقية حتى، وبقدر الهجوم كان حجم الانتصار، لكن الانتصار الحقيقي والكبير والعصي على المحو، هو ما عبرت عنه الجماهير في رسائلها المتعددة.
في رسالة الوحدة قالت الجماهير بلسان مبين، إنها شعب واحد، وأمة واحدة، وأن الاستثمار في “الفرقة” وتسعير الخلافات، استثمار فاشل وأفقه مسدود، وأنه خيار أنظمة مفلسة تعيش على هامش التاريخ، وأنى لها وبصنائعها أن تجد لها مكانا مشرقا فيه.
وفي رسالة التطبيع وبيع قضية فلسطين في سوق النخاسة الدولية، قالت الجماهير ومرة أخرى وبلسان أكثر بيانا، إن التطبيع خيار مرفوض شعبيا وبالإجماع، وأن حسابات الشعوب غير مرتبطة بحاسبات الأنظمة المستكينة لضعفها وقلة حيلتها وهوانها على الناس،
أعلام فلسطين المحمولة على الأكتاف والهتاف، ليست مجرد خرقة، إنها موقف يريد تذكير العالم وإيقاظ الضمائر التي ران عليها الهوان، أن دورات التاريخ لا يمكن أن تنتهي هنا وبهذه النتيجة غير العادلة، وإن لنا موعدا لن نخطئه نحن والعالم يبدأ بفلسطين وينتهي بفلسطين، في دورة حضارية أخرى سيهيئ الله تعالى لها الأسباب متى شاء وكيف يشاء، مادامت الجذوة متقدة، والقضية حاضرة، والاصطفاف واضح، فحي الله شعوبا تصر أن تعلم العالم أن القضايا العادلة قد تهزم لكنها لن تموت !!!.