فوز المغرب.. صراع القيم والرموز الثقافية ووحدة الشعور العربي المشترك

يحيى عالم


يعد “المونديال” في دورته الحالية بقطر سنة 2022 متفردا بطبعه وطابعه، ليس لأنه أول نسخة تستضيفها البلاد العربية، وإنما لما كشفه على هامش الكرة، أو ما بعد الكرة، إن جاز هذا التعبير، وأثر ذلك في جوانب شتى تهم الوعي الجمعي والشعور المشترك في دوائر الانتماء المتعددة في المنطقة، وبعد القيم الأخلاقية التي تعبر عن روح الشرق وخلفيته الدينية والثقافية، وهو ما يمكن تتبعه من خلال عدة مؤشرات دالة برز معها ما ظل مخبوءا أو ظن أنه انكسر، بفعل المخاض الشامل الذي تمر منه المنطقة منذ القرن 19.
حينما نقول المخاض الشامل، فإننا نرمي إلى البركان الذي ظل يعتمل في الواقع والفكر، في العلاقة بالذات والعلاقة بالآخر، في موقع العرب فكرا وسياسة وعلاقات اجتماعية ونظما قيمية نابعة من أسئلة الزمن الراهن وتحدياته، بل ازدادت التحديات بفعل استضافة قطر التظاهرة الرياضية زخما وجدلا مكثفا، مما يستدعي النظر في ما ينبئنا به المونديال من أن لعبة كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل إنها أبعد من ذلك، في سياق الصراع على القيم، والصراع من أجل التعبير عن الذات من خلال الرموز الثقافية. ذلك ما سنحاول تتبعه من أوجه متعددة وجوانب مختلفة للنظر في الأثر.
صراع الرموز
مع ثورة المعلومات وانتشار ثقافة الصورة، أضحى الوعي بحكم التحول الحاصل متأثرا بطبعه ومنفعلا بالصورة وانعكاساتها، بل إن الصورة قد تكون مكثفة من حيث المعنى وأبلغ في التعبير، فما ينقل للجمهور المتلقي على الشاشة ومعظم وسائط الإعلام ليس مجرد مشاهد خالية من القيم والمعاني، بل إنها كلها مشبعة بالمعنى المراد وتحمل في طياتها رسائل تعبر عن مضمون ثقافي أو واقعة معينة أو غير ذلك، مما يجعل المتلقي بطبعه منفعلا ومتفاعلا مع ما يشاهد ويتابع.
لذلك أضحت وسائل الإعلام المحور الأساسي في تشكيل الوعي وتوجيهه، بل إن الإعلام يملك سلطة صياغة تطلعات الإنسان وأحلامه، واختراقه مجالات كانت حكرا على الكلمة المكتوبة والمسموعة. من ثم تأتي أهمية قراءة بعض الصور ودلالاتها وما ترمز إليه من خلال الحقل الثقافي الذي تمتح منه. وهي صور ومشاهد قد تكون متناثرة، لكنها تستحق أن توضع في بؤرة الاهتمام في سياق الجدل الثقافي الذي عرفه المونديال، وإثارة قضية المثلية في بيئة ثقافية لها أسس قيمية ترتكز عليها.
الأم هي النقطة الأولى في تعريف الإنسان، ومن دونها سيكون الإنسان هباء أو عدما
فما الحمولة الثقافية التي حملتها صور تقبيل رؤوس الآباء والأمهات؟ وعن أي نسق من القيم المجتمعية تعبر؟ وكيف يمكن أن تنعكس على الجمهور والمتلقي؟
يمكن تتبع تلك المشاهد والصور مع لاعبي فريق المنتخب المغربي، إذ لجأ العديد منهم إلى حضن العائلة ودفء الأم عقب كل مباراة، ومثل تلك الصور لم تكن محكومة ببعد إشهاري أو تجاري، إنما كانت تعبيرا عفويا يدل على طبيعة القيم التي توجه الإنسان المسلم الفرد في علاقاته الأسرية والعائلية، مما هو قائم في صميم الفطرة الإنسانية، حيث النزوع الأصيل والفطري للأمومة والتجمع العائلي والأسري، لكن المجتمعات الشرقية تنضبط في ذلك لما تتشكل منه الثقافة المجتمعية، وأحد عناصرها الرئيسية البعد الديني الذي يعلي من مكانة “رضا الوالدين” والبر بهما والإحسان إليهما، والخطاب القرآني في ذلك ورد فيه الأمر بصيغ مختلفة في مواقع متنوعة من القرآن الكريم، وكذلك الحديث النبوي الشريف.
كل ذلك امتزج ليصبح ثقافة ترتبط بالسلوك الاجتماعي، ونحن إذا أشرنا سابقا إلى فطرية النزوع الإنساني نحو الأمومة والأسرة، وما يعبر عنه الدين والثقافة المجتمعية، فإن الإقبال المكثف على الأم في لحظة فرح أو حزن يعبر عن انزياح فطري نحو الانتماء الإنساني والركون إلى ما يمنح المرء التعريف بكينونته. فالأم تعبير عن اتصال الإنسان بالوجود والعالم، أحد الأبعاد الرئيسية لهوية الإنسان، ذلك أن نقطة الارتكاز الأولى في هويتنا وانتمائنا لهذا الوجود الفسيح يعود للأم.
فالأم هي النقطة الأولى في تعريف الإنسان، ومن دونها سيكون الإنسان هباء أو عدما، ولعل النزوع الراهن بفعل التطور العلمي والبيولوجي أساسا، خصوصا تلك التي تحاول أن تجد بدائل للأمومة، تحمل معها أزمة عميقة للمجتمع الإنساني، ليست أخلاقية وحسب بل بأبعاد مختلفة؛ إلى تحلل تلك النزوع العلمية من جذور أخلاقية تحفظ النوع الإنساني وتنظر إلى جوانب التكريم الإلهي التي خص بها من دون غيره من الموجودات.
لقد كان “ألدوس هاكسلي” في رائعته “عالم جديد شجاع” (Brave new world) -التي ألهمت جورج أورويل في كتابة روايته “1984”- محقا في نقد النزعة الشمولية التي يستبطنها العلم في الزمن الحديث في بعض أشكاله، وهي نزعة متحللة من البعد الإنساني والجوانب الشعورية والإحساس بالأبعاد الجمالية في الوجود، والأهم من ذلك كله بعدا الأخلاق والحرية اللذان يعدان جبلّة لدى الإنسان. لقد صنع الإنسان الحديث بفعل تطور العلم ومعه النظم الاقتصادية والاجتماعية -في ظل غياب البعد الغائي والأخلاقي- حضارة محاطة بالأسوار، يوجهها دافع التحكم في الإنسان وضبطه، من خلال أدوات ووسائط، وعلى نقيض الغايات الإنسانية التي ينبغي أن تحكم العلوم والمعرفة.
ذلك العالم الكئيب والشاحب الذي تنبأ به هاكسلي منتصف القرن العشرين، وإن كان بلغة أدبية؛ فإنها عميقة في معناها ودلالاتها، ذلك أنه تخيل عالما هو “الحضارة”، محاطا بأسوار لا يولد فيه الإنسان بشكل طبيعي كما هو سائد في مجتمعنا الراهن، بل هناك معامل لإنتاج الكائن البشري، بحيث يصل إلى 96 كائنا لكل بويضة، يأتي من خلالها البشر إلى الوجود بعملية آلية خالية من المعنى الإنساني.
هؤلاء البشر يقسمون إلى 3 درجات، منهم القادة والعباقرة، ومنهم من هم دونهم في طبقة وسطى ولهم دور محدد في النظام القائم، ثم صنف ثالث أشبه بالخدم، مما يعكس تقسيما ميكانيكيا. نمط عيش هؤلاء متحكم فيه من التربية، حيث يربون على معاداة الدين والأسرة والتاريخ والكتاب والثقافة بمختلف أشكالها وأنماطها، فتلك أمور قديمة أو تقليدية، أما الأكل والتغذية فعدتهم في ذلك ما هو مصنع من بروتينات وفيتامينات، كما لا تستبطن شخصيتهم جانب الشعور أو الإحساس أو إرادة الحرية، وفي إرادة الحرية والشعور والخروج من هذا العالم الشبح تتعقد تفاصيل الرواية وتتجلى أبعادها الجمالية التي يمكن أن يكتشفها القارئ من خلال الاطلاع، وهي أبعاد وجوانب تنبأ بها هاكسلي في سياق نقدي لنزعة التطرف العلمي والتطورات الحاصلة في النظم العلمية والاجتماعية والاقتصادية، والتي ستنعكس على الإنسان وفلسفته في الحياة إذا لم تتجه لخدمة المجتمع الإنساني.
تهمنا في سياقنا هذه المقاربة المتخيلة المستلهمة من واقع كان في طور التشكل، لأننا نعيش في عالم ينزع نحو الهيمنة والتحكم، من خلال أدوات تعيد تعريف الإنسان وتحاول ضبط علاقاته الاجتماعية على نسق معين، بخلاف المعهود والمتعارف عليها مما يتوافق مع فطرة الإنسان وميله الطبيعي للأمومة والأسرة، واستبطانه الأصيل للحرية والاستقلال الذاتي والكرامة الآدمية، كل ذلك في حدود نظام أخلاقي يحفظ المجتمع الإنساني من اختلال أركانه التي يقوم عليها، وتقتضي حفظ النسل الذي يعد ضرورة من الضرورات الخمس التي تعارفت عليها الأديان وأبدعت فيها النظرية المقاصدية الإسلامية، مقومها في ذلك مفهوم الزوجية الذي يقوم عليه الوجود برمته.
يشكل مفهوم الزوجية المركب والمركزي بطابعه نقيضا طبيعيا للنزعة التفكيكية التي تلبست مفهوم الفرد والفردانية في بعض تجليات الفلسفة والواقع المعاصر، ذلك أنه لا يلغيه، بل يعطيه مركزيته التي هي من مركزية الإنسان المكرم المستخلف والمستأمن على الوجود، في سياق نسق قائم على الاختلاف والتنوع في سياق وحدة وتكامل قائمين على التركيب بين متعدد، بهذا المنظور يعد مفهوم الزوجية فلسفة قائمة بذاتها تحتاج النظر والتفكير، من العلاقات الإنسانية في بناء الأسرة، إلى مختلف العوالم في الكون. ألم ينبهنا القرآن الكريم إلى مركزية هذا المفهوم في الاجتماع الإنساني والرؤية للذات والعالم، من خلال قوله تعالى (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون). وغير ذلك من الآيات الكثيرة التي يحضر فيها المفهوم بما يشكل فلسفة قائمة الذات لنظام الحياة والاجتماع الإنساني، الذي يبتدئ بالأم والأسرة كأول نواة.
لقد جاءت تلك الصور المنتشرة في مختلف الوسائط للاعبين يستشعرن الدفء في حضن الأم، لتعبر عما يتوافق مع الفطرة الإنسانية وتعبر عن القيم التراحمية التي تشكل نسق وروح المجتمعات الشرقية، وهي أهم ما يمكن أن تقدمه المجتمعات العربية والإسلامية للإنسان في الزمن الراهن، وحينما نعي أثر تلك الصور على الجمهور المتلقي في سياق تدافعي، حيث تشكل النجومية أداة فعالة للإعلام في صياغة الوعي والتأثير فيه، فإن هذه الأخيرة (النجومية) تصبح في خدمة القيم الأصيلة والمجتمع الإنساني، وليست أداة للتحكم فيه، بل إنها تشكل نقيضا طبيعيا لما أثير حول المثلية.
فالأمومة والأم بحاجة إلى احتفاء وتعريف، وكذلك الأسرة، في سياق الجدل سواء في المونديال أو غيره، حيث ينبغي استحضار المرأة العربية والشرقية ومعها الأسرة المسلمة عموما بهذا البعد التكريمي، وصياغة ثقافة الناشئة وفق قيم روحية وأخلاقية تحمل في طياتها حفظ النوع الإنساني من الاختلال الذي قد يطوله، إذا انزاح إلى الطابع التعاقدي الجاف الخالي من الشعور بالأمومة والأسرة.
في واقع الأمر، نحن لسنا أمام طابع تعاقدي وحسب، بل في سياق نزوع تفكيكي لهدم الروابط التقليدية ودفع المجتمع الإنساني إلى داخل أسوار مغلقة الإحكام، ويتحكم فيه من خلال وسائط متعددة؛ فوسائط الإعلام والسينما والثقافة كما أشرنا سابقا قد انزاحت في بعض جوانبها من وظيفة التحرير للإنسان ومده بأداة نقدية لبنى السلطة، إلى عملية التحكم في الإنسان والسيطرة عليه، لذلك يعد الدور المقابل لعملية التفكيك هو الترميز للجوانب الجميلة الكامنة في بنية المجتمعات العربية والإسلامية التي كان المونديال قبلة للتعرف عليها وتأمل جوانبها، بالإضافة إلى تلك الوثبة الشعورية الجماعية التي امتزجت فيها كل مكونات الشرق، لتفسح عن فسيفساء آسرة في مشاهد أضحت عزيزة بفعل الانقسام.
وهذا أعاد سؤال الشعور الوحدوي العربي والإسلامي وأشكال الدفء والتراحم والأخرى التي ظلت كامنة في وجدان مجتمعات المنطقة وشعوبها.
الرابطة المعنوية بين شعوب المنطقة أو الشعور المشترك
كانت تلك أحد التجليات البارزة التي يستدعي النظر فيها تقويم مسيرة قرن ونصف القرن من إنهاك مستمر للوجدان والوعي الجماعي للشعوب العربية، فالروح الجماعية التي ظهر بها الجمهور العربي تبرز أن الانقسام الحاصل هو انقسام على مستوى أنساق السلطة والخيارات السياسية وحسب، بينما المجتمعات -وعلى الرغم من معاناتها المستمرة، ووقوعها تحت طائلة الاستعمار أولا وما قام به من تفكيك للمنطقة، ثم الاستبداد لاحقا، الذي عمق الانقسام ليحكم قبضته على السلطة من خلال تغذية النزاع في بنيات المجتمعات وبين مكوناتها وتركيبتها- لم يتفكك فيها الشعور الوحدوي والرابطة المعنوية الجامعة ولم ينفصما، واتضحت معالمهما من خلال عناصر عدة، نذكر منها:
• أولا: تشجيع الفرق العربية والتعبير الجماعي عن الفرح والحزن معا، مما يعكس بعدا تضامنيا وإحساسا بالروابط المشتركة؛ فالشرق تشكل قسماته روح واحدة، وتنظم ثقافته متعددة الروافد رابطة معنوية لم تتفكك أواصرها ولم تتضرر بالأحداث والخطوب. إن هذا الجانب لا يعني استدعاء أيديولوجيا أو خطابا قوميا قد ينظر له على أنه منغلق على ذاته، ولا يعترف بالمكونات الأخرى، لكن ينبغي القول إن الحديث عن العروبة ليس حديثا عن أيديولوجيا تصهر التعدد وتلغيه، إنما هو حديث عن الشرق الذي شكل اللسان العربي وسيلة إبداعه الحضاري والثقافي؛ فالعربية لسان الحضارة، فهذا الكيان المتعدد في روافده المختلفة دينيا وإثنيا ومذهبيا وفكريا، امتزج ليعبر عن شعور مشترك، مما يعكس أن كرة القدم يمكنها أن تتجاوز دور اللعبة والرياضة، إلى أدوار ثقافية وسياسية واجتماعية، وهي أدوار تكسر الجمود وتحرر الوعي لتجاوز نكسات معمرة، تخلَّق مناخها في رحم مونديال قطر، وتحتاج المنطقة من خلاله إلى مصالحة تاريخية بين النخب والساسة والمجتمع. لقد أضحت الحاجة ماسة إلى إرادات تعبر عن تطلعات الجمهور وشجونه ورغباته، وذلك بالاستثمار الفعلي في الروح المنبعثة من تحت الرماد، رماد ما يقرب من قرنين من الزمن بفعل الحرائق المشتعلة في أكثر من بلد؛ فالشعوب العربية محبة للفرح والبهجة، تتقاسم أحزانها وأفراحها، لذا فإن ما بعد الكرة هو نقل الفرح من الرياضة إلى ما هو أبعد، أي إلى المجالات الأخرى للتعاون العربي العربي والعربي الإسلامي والأفريقي، وغيرها من دوائر الانتماء المتعددة، التي يمكن أن تدفع المنطقة إلى التقدم والنهضة، ذلك أن عمادها وركنها الأساسي هو الإنسان والمجتمع.
• ثانيا: الالتفاف حول العلم الأيقونة؛ علم فلسطين، بحيث يمكن اعتبار ذلك بمثابة استفتاء شعبي على الموقف من القضية الفلسطينية ومكانة فلسطين في الوجدان العربي والإسلامي، بل وبين الجمهور الرياضي من مختلف بلدان العالم، ويهمنا هنا الرأي العام العربي، بالنظر للديناميات الخاصة بالقضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة. لقد ظلت فلسطين بمثابة مهماز للوعي، ومن ثم فإن الحضور المكثف لأعلامها بين اللاعبين والجمهور يعد مؤشرا دالا على طبيعة الانفصال بين النخبة والمجتمع في المنطقة، وأن خيارات الأنظمة وإراداتها بخصوص القضية الفلسطينية لا تعبر عن إرادة الجمهور، الذي ينتصر بفطرته لعدالة القضية، بل ويعدها قضيته التي لا يمكن أن تخضع للتأثير السلبي.
• الثالث: الالتفاف حول الموقف القطري في القضايا التي أثيرت في الإعلام الدولي بداية المونديال -كما أشرنا في مقالة سابقة – مما يعبر عن تلك الخصائص والقسمات المشتركة على مستوى نظم القيم الثقافية والاجتماعية، والأهم من ذلك هو الشعور الجماعي الموحد، والتعبير عن ذلك بمختلف الأنماط.
ختاما.. إن تلك الجوانب المتعددة التي يمكن إثارتها على هامش لعبة كرة القدم، من خلال مشاهد وصور تعبر عن الأمومة والأسرة، أو تلك التي يقبل فيها جملة لاعبين على السجود تعبيرا عن الفرح، أو الأشكال الدالة على تماسك الرابطة المعنوية لشعوب المنطقة وعدم وقوعها عرضة للتفكك والانقسام، تؤكد لنا أننا لسنا أمام لعبة تقف عند حدود الفرجة والمتعة الرياضية، إنما تنبئنا بأبعاد قيمية وثقافية وسياسية صادرة من الجمهور أو داخل ميادين الكرة من نجوم لهم أثرهم في الوعي المجتمعي لدى شرائح واسعة.
فالرياضة أضحت قوة ناعمة لها تأثيرها على الجمهور في ما هو أبعد من الفرح والمتعة، وهي كذلك في هذا المونديال لبنة لإعادة بناء الذات على ما عبرت عنه الروح الفردية والجماعية التي حافظت على فطريتها، كما أنها وسيلة تعبير عن الـ”نحن” الجماعية والأسس التي تتشكل منها، والتي تحتاج إلى رعاية وتعريف في سياق حواري وتدافعي مع أنماط أخرى من الوعي القيمي والثقافي؛ فالرياضة بطبعها تؤسس لجسور التواصل الإنساني، وما بعد الكرة وقبلها تأتي الثقافة والسياسة، للنهوض من جديد.

نقلا عن الجزيرة نت

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.