حيكر: أسودنا رفعوا رأس المغرب عاليا وأثبتوا أن المستحيل ليس مغربيا وأن الرياضة أخلاق قبل أن تكون لعبة
قال عبد الصمد حيكر، عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، إن أسود الأطلس رفعوا رأس المغرب عاليا، وأثبتوا للعالم أجمع، أن المستحيل ليس مغربيا، وأن الرياضة أخلاق ومعان وقيم قبل أن تكون لعبة، مضيفا “لقد كان حضور أسودنا متميزا، وأداؤهم رائعا على المستوى الرياضي والأخلاقي والقيمي”.
وأضاف حيكر في كلمة باسم المجموعة النيابية، في مستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس النواب، الاثنين 19 دجنبر الجاري، أن العالم تابع ما يمكن أن يقدمه المغاربة في مجال كرة القدم، بعد أن أثبت الركراكي وكتيبته أن وصوله إلى ما وصلوا إليه “لم يكن صدفة ولا ضربة حظ، بقدر ما كان نتيجة عمل احترافي، وهو ما شهد به كل المحللين الفنيين لكرة القدم، والمدربين واللاعبين السابقين، الذين أشادوا بأسلوب لعب منتخبنا وطريقته المبتكرة في تدبير وتسيير المباريات”.
وأبرز حيكر، أن مصدر مشاعر الاعتزاز والافتخار والفرحة والسرور والبهجة، التي غمرتنا ونحن نتابع انتصارات منتخبنا، لم يكن هو الأهداف التي سجلها لاعبونا، ولا تصديات حارسنا فحسب، وإنما الحماس الكبير الذي كان يردد به اللاعبون والمدرب والجمهور النشيد الوطني طيلة المباريات السبع المتاحة في كأس العالم، في تعبير على حب الوطن، والاستعداد للدفاع عن اسمه وعلمه.
وأيضا، يضيف النائب البرلماني، “سجود اللاعبين لله تعالى حمدا وشكرا، بعد كل مباراة، وفي ذلك إبراز لمكانة الإسلام في قلوب المغاربة، ولقيمة التوكل على الله تعالى ونسب كل انجاز له والتواضع بين أيديه جل علاه، وتركيز المدرب الوطني وليد الركراكي على النية في العمل وفي اللعب وفي الدعم والتشجيع كذلك، وفي ذلك تعبير عميق عن صفاء السريرة والتوجه الخاشع لله تعالى وحده، وجعل كل حركة وسكون في سبيله”، يقول حيكر.
واسترسل، كما أن الاحتفال مع الوالدين وأفراد الأسرة في المدرجات وعلى أرضية الملاعب كذلك، ومشاهد تقبيل اللاعبين لرؤوس أمهاتهم وأبائهم، التي غزت كل وسائل الاعلام العربية والغربية، يؤكد المتحدث ذاته، تصدير لنموذج مغربي صرف في حب الوالدين وتقدير مكانة الأسرة.
وأشار حيكر إلى أن الاحتفال بحمل علم فلسطين، تأكيد على مكانة فلسطين في قلوب ووجدان المغاربة، ومعهم كافة الشعوب العربية والإسلامية، “فيكفي أن يُطرح سؤال كيف أمكن للاعبين وهو في لحظة نشوة بانتصارات عالمية، أن يتذكروا علم فلسطين، لولا أن القضية محفورة في الوجدان والشعور، وتأكيد على أنها قضية مركزية، لن تتزعزع في النفوس رغم كل محاولات الطمس ومحاولات تعميم التطبيع مع الكيان الصهيوني..”.
أما عن الدروس التي وجب استخلاصها من هذا الإنجاز التاريخي لمنتخبنا، فأجملها حيكر، في أن مفتاح النجاح يكمن في التوكل على الله ورضى الوالدين والأخذ بالأسباب والتمسك بالثوابت الجامعة لوطننا “الله، الوطن، الملك، الاختيار الديمقراطي”، مشيرا إلى أن النجاح يكمن في تحمل المسؤولية على أساس الكفاءة والاستحقاق والثقة في الكفاءات الوطنية الحقيقية.
وأبرز أيضا أن مفتاح النجاح يكمن في ربط المسؤولية بالمحاسبة القائمة على التفويض الكامل لأهل الاختصاص، وفسح المجال لهم للمبادرة والعمل والاجتهاد دون تدخل أو عرقلة أو محاباة، واحترام شرعية التمثيل والنيابة الذي يجعل كل مواطن يحس أن من يمثله ومن ينوب عنه في كل ميدان هو الأجدر والأهل لذلك لأنه الأكفأ والأقدر على تحمل المسؤولية، وهو قريب منه ويشبهه ويحمل معه ويشاطره نفس الآمال والآلام.
ومن جانب آخر، دعا عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، جلالة الملك أن يصدر عفوه الكريم السامي في حق المحكومين على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية والصحافيين والمعتقلين.
هذا وطالب حيكر في سياق آخر، الى استغلال هذا الفوز من أجل الإرتقاء بالاستراتيجية الوطنيـة للرياضـة إلـى سياسـة عموميـة، يتـم اعتمادهـا بموجـب قانـون إطـار، والنهـوض بالرياضـة المدرسـية والجامعيـة، وتزويـد مؤسسـات التربيـة والتعليـم المدرسـي بالمؤطريـن المؤهليـن وتوفيـر البنيـات التحتيــة الرياضيــة الملائمة.
كما طالب بملاءمة الإطار التشــريعي والتنظيمــي، لا ســيما القانــون رقــم 09.30، مــع مقتضيــات الدســتور، ومواصلـة جهـود تطويـر البنيـات التحتيـة الكبـرى والتجهيـزات الرياضيـة للقـرب، بالإضافة إلى تعزيـز جهـود تطويـر اقتصـاد الرياضـة، مـن خلال إنجاز دراسـات وطنية وجهويـة تمكن من الوقوف علـى الفـرص التـي يتعيـن اغتنامهـا، وتوجيـه الاستثمارات العموميـة والخاصـة، وتطويـر المنظومـات التـي يتطلبهـا النهـوض باقتصـاد الرياضة.
كما شدد على ضرورة تعزيــز عمــل الجامعــات الرياضيــة والعصــب الجهويــة والجمعيــات الرياضيــة، مــع العمــل علــى مواصلــة الجهــود الراميــة إلــى النهــوض بحكامتهــا، وإبعادها عن السجال السياسي والحزبي، ودعـم جمعيـات الأنصار والمحبيـن وضمـان انخراطهـا، باعتبارهـا شـريكا، فـي جهـود الوقايـة مـن مظاهـر العنـف أثنـاء التظاهـرات الرياضيـة.