لال يكتب: واقعة “أبوخلال” والأسئلة المؤجلة

المحجوب لال


التضامن الكبير الذي لقيه اللاعب الدولي زكرياء أبوخلال ، إثر الاتهامات الباطلة والاستهداف الذي تعرض له من الموقع الإخباري “أشكاين”، تؤكد أن تمسك المجتمع المغربي بالمعاني الجميلة المستمدة من قيمه الأصيلة، والتي عبر عنها أبوخلال وباقي اللاعبين خلال مونديال قطر، لم يكن أمرا عابرا أو انعكاسا للحظة فرح، بل كان الأمر أكبر من ذلك بكثير.
فالواقعة، من زاوية التضامن الشعبي وما يحمله من إيجابيات، تؤكد أن المجتمع يتوق لجعل صوت الرسائل الإنسانية والحضارية لأبوخلال وزملاؤه عاليا ومسموعا جهورا، ضدا على مساعي تنميط المجتمع على شاكلة استهلاكية واحدة، ونشر التفاهة والسطحية والأخبار الفضائحية.
الشعب قال كلمته -بالوحدة التي أبان عنها خلف “أسود الأطلس”- بأنه يناصر الرقي والسمو في السلوك والأفكار والقيم والقدوات بل والمشاهير، أي أنه يريد أن يرى في أخباره وصدر جرائده أسماء الذين يقدمون إضافة حسنة للمجتمع، ممن يرفعون راية الوطن، ويجعلون البلاد موضع حديث عالمي بالإيجاب والإشادة.
كما انبرى عدد من المهتمين بمهنة المتاعب إلى الدفاع عن أخلاقيات المهنة، مشيرين إلى الاستهداف والاستنزاف الذي تعرضت له في السنوات الأخيرة، حيث لا شيء يوقف “التشهير” و”القذف” و”الاستهداف” و”الاقصاء” و”القتل المعنوي” و”تصفية الحسابات” وغيرها، مما جعل أخلاقيات صاحبة الجلالة وكأنها في غرفة الانتظار أو في دكة الاحتياط في الملعب المرئي والمسموع والمكتوب إلى أجل غير مسمى.
الأسئلة المؤجلة، والتي طرحها عدد من الغيورين على الوطن، إثر واقعة أبوخلال مع موقع “أشكاين”، تتمحور حول الأمل الذي بعثت به مشاركة المنتخب الوطني في مونديال قطر، قصد القطع مع تدبير طبع المجال السياسي والإعلامي والاجتماعي والثقافي في السنوات الأخيرة، تدبير اتسم في كثير من الأحيان بالبعد عن المجتمع، والتنكر لهويته ولاختياره الدستوري المتمثل في الديمقراطية.
وأما الأمل المتحدث عنه، فيروم أن نطوي الصفحة وندعو لميلاد جديد للأمة المغربية، بدافع وتحفيز من هذه الروح الإيجابية التي تسري في الأسر المغربية كلها، والتي أكدت عليها صورة جلالة الملك بمعية اللاعبين وأمهاتهم، والتي قال على إثرها المواطنون بصوت يكاد يكون واحدا: “هذا هو المغرب الذي نريد”.
مغرب معاصر لكنه محافظ على هويته ومرجعيته وثقافته، مغرب منفتح على العالم، لكنه متمسك بالانخراط في العالم بما يعكس عمق انتمائه الحضاري، مغرب ينافس في العالم من يقين في قدراته وكفاءاته ورجالاته، مغرب متصالح مع قواه الحية كلها، لأنها هي الأخرى متصالحة معه ومع رأي الغالبية العظمى من المواطنين.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.