احتفى عموم المغاربة، بنص الرسالة الملكية الموجهة للاعب زكرياء أبوخلال، وإن كان الراجح أنها سلمت للاعب خلال الاستقبال الملكي الأخير، إلا أن الإجماع يكاد يتحقق حول جماليتها الفنية وحول دلالاتها الرمزية الغنية.
حيث عبر عدد كبير من المغاربة، عبر تدوينات فيسبوكية، مرفقة بنص الرسالة، عن تشجيعهم لأبوخلال، لاسيما وأنه تعرض في هذه الأيام، لهجوم غير مسبوق واستهداف مقصود من موقع “أشكاين”، مس حياته الخاصة وقناعاته الفكرية واختياراته الشخصية.
ووقوف المغاربة مع أبوخلال لم يكن فقط من جانب ضمان حريته في الفعل الذي لا يخالف القانون والدستور، بل لأن ما يقوم به يعكس حقيقة ما يختلج صدر وعقل وقلب عموم الشعب المغربي الأصيل، المتمسك بهويته الإسلامية وحضارته الضاربة في أعماق التاريخ، وقيمه السمحة السامية.
من جانب آخر، توقف الباحث في الثقافة المغربية، هشام الأحرش، عند الرسالة الملكية لأبوخلال، مبرزا ما حوته من دلالات رمزية وجمالية، ومنها على مستوى الخط، حيث قال إن الملوك العلويون درجوا على كتابة رسائلهم بالخط المجوهر، تميزا لها عن الخط المبسوط الذي يكتب به المصحف الشريف في المغرب، وكذلك عن الخط المزموم الذي يكتب به العدول.
وتابع الأحرش في تدوينة فيسبوكية، كما “تحمل الرسالة في أعلاها إضافة إلى شعار المملكة واسم مرسلها والذي هنا هو الملك، ما يطلق عليه بالعلامة، والتي هي الحمد لله وحده، وهذه العلامة يتوارثها سلاطين المغرب وملوكه وخلفاؤه منذ ما يزيد عن 8 قرون”، مشيرا إلى أن الخليفة الموحدي عبد المومن بن علي كان أول من وضعها، وكان يخطها بيده وكذلك كان يفعل من أتى بعده.
وذكر الباحث في الثقافة والتاريخ المغربي أن “الحمدلة” غالبا ما تكون مقترنة بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما هو وارد في الرسالة الملكية.
وتابع، ويعقبهما بعد ذلك اسم المرسل إليه، وما يقترن باسمه من صفة، فإما أن يخاطب بعبارة “خديمنا الأرضى” إذا كان من رجالات الدولة، أو بمحب جنابنا الشريف كما هو مشار إليه في رسالة زكرياء أبوخلال.
وقال الأحرش إن الرسالة تختم بتوقيع خطي (توقيع الملك)، بدلا من الخاتم السلطاني الذي تذيل به الظهائر الشريفة.
وأما نوعية الورق، يردف المتحدث ذاته، فيختار لذلك ورق فاخر بوزن زائد على المتداول من الأوراق، وبلون غير اللون الابيض الناصع، ويوضع حول الورق إطار زخرفي ملون، مشكل من زخارف نباتية عبارة عن أوراق العنب.
وخلص إلى أن هذه الإشارات الرمزية التي تحفل بها الرسائل الملكية، لا يدع مجالا للشك على عظمة الحضارة المغربية وجذورها الضاربة في التاريخ.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا