الفصائل الفلسطينية تحذر من حرب دينية بعد اقتحام الصهيوني بن غفير باحات الأقصى

اقتحم وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير ومجموعة من المستوطنين -صباح اليوم الثلاثاء- باحات المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، بينما اندلعت مواجهات مسلحة في جنين (شمال الضفة الغربية) بعد اقتحام قوة كبيرة من قوات الاحتلال المدينة.
وهذه أول عملية اقتحام لبن غفير زعيم الصهيونية الدينية المتطرفة بعد توليه حقيبة الأمن القومي.
وقال بن غفير أثناء الاقتحام إن حكومة الاحتلال الإسرائيلية لن تستسلم لتهديدات حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي المقابل، أصدرت الفصائل الفلسطينية بيانا اعتبرت فيه أن اقتحام بن غفير للأقصى تصعيد خطير واستفزاز للشعب الفلسطيني، وأنه ينذر أيضا بحرب دينية في المنطقة، حسب وصفها.
وأضافت الفصائل “ندعو أهلنا في الضفة المحتلة لتصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني دفاعا عن الأقصى… وندعو السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال”.
وفي وقت سابق أمس، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن حركة حماس أرسلت رسالة عبر الوسيط المصري والأمم المتحدة، مفادها أنها لن تقف “مكتوفة الأيدي” حال نفذ بن غفير تهديده باقتحام المسجد الأقصى.
وقالت الجزيرة نت، إن بن غفير أعلن قبل يومين أنه سيقوم بالاقتحام الأول للمسجد الأقصى بعد توليه منصبه في الحكومة الإسرائيلية، ولكن وسائل إعلام إسرائيلية نشرت أمس الاثنين أن بن غفير قرر تأجيل الاقتحام بضعة أسابيع، لكن من الواضح أن هذا الإعلان كان مجرد تضليل.
وبحسب المصدر ذاته، فقد استغرقت مدة اقتحام بن غفير 13 دقيقة، منذ دخوله المسجد إلى خروجه منه.
ويأتي اقتحام بن غفير رغم الإعلان عن تراجعه عن اقتحام المسجد الأقصى هذا الأسبوع بعد اتصال من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وتهديدات الفصائل الفلسطينية.
بدورها، أكدت مصادر إعلامية إسرائيلية أن الاقتحام المفاجئ لوزير الأمن القومي للأقصى، جاء بالتنسيق مع القيادة السياسية العليا والجهات الأمنية في إسرائيل.
وبحسب مصادر إعلامية مقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن القرار بالسماح لبن غفير بتنفيذ وعيده واقتحام الأقصى صباح اليوم قد جاء بعد أن سمح له جهاز الأمن العام (الشباك) بذلك، إثر تقديرات بأنه لن تكون هناك ردود فعل فلسطينية غاضبة قد تفجر مواجهة مسلحة مع قطاع غزة.
وكان زعيم المعارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لبيد قد حذر من أن زيارة بن غفير من شأنها أن تشعل “أعمال عنف”.
بدوره، قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي للجزيرة إنّ بن غفير يريد الظهور في صورة الشخص القادر على تنفيذ وعوده لناخبيه، وبأنه قادر على مواصلة اقتحام المسجد الأقصى المبارك رغم كل التحذيرات التي وجهت له.
وحذّر الهدمي من أن محاولات بن غفير لتغيير الوضع الحالي وإقرار التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، قد تجرّ المنطقة إلى تصعيد غير مسبوق.
وسبق أن اقتحم بن غفير المسجد الأقصى مرارا في الماضي لكن بصفته الشخصية، ثم بصفته نائبا في الكنيست، ووعد خلال حملته الانتخابية باقتحام المسجد في حال أصبح وزيرا.

عواقب خطيرة
وقد نددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالاقتحام، ووصفته بـ”الاستفزاز غير المسبوق”.
بدورها، حذرت الرئاسة الفلسطينية من أن المساس بالوضع التاريخي للمسجد الأقصى له عواقب خطيرة، ويشكل إعلان حرب.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن التهديدات الإسرائيلية المتكررة لتغيير الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى المبارك، من خلال المطالبة بالسماح بأداء كامل الصلوات والطقوس التوراتية فيه وتحديد موقع لكنيس داخله، سيكون لها عواقب خطيرة على الجميع.
من جانبها، قالت محافَظة القدس -في بيان- إن اقتحام الوزير الصهيوني  المسجد الأقصى تطور خطير يتحمل عواقبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأضافت أن على العالم أجمع لجم من وصفته بالمتغطرس المأفون هو ورئيسه، قبل أن تؤدي أفعاله الهوجاء إلى تفجير المنطقة بشكل كامل.
بدوره، أكد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أن جريمة اقتحام بن غفير المسجد الأقصى استمرار لعدوان الاحتلال على المقدسات الإسلامية وحربه على القدس المحتلة.
وأكد قاسم في بيان صحفي أن المسجد الأقصى كان وسيبقى فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، ولا يمكن لأي قوة أو شخص فاشي تغيير هذه الحقيقة، مشددا على أن الشعب الفلسطيني سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى وقتاله من أجل تطهيره من الاحتلال.

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.