فاضلي: من ينتظر من أوروبا دعم الديمقراطية في الوطن العربي فهو يبحث عن السراب والوهم

من ينتظر من دول أوروبا وفرنسا تحديدا دعم الديمقراطية في الوطن العربي إنما يبحث عن السراب والوهم، لذلك فحملة الفرح بقرار البرلمان الأوروبي حول حقوق الإنسان في المغرب هي عنوان على أزمة في الوعي وأزمة في فهم حقيقة العلاقات الدولية.
فأوروبا وعلى رأسها فرنسا التي وجهت أحزابها لإدانة الوضع الحقوقي في المغرب هي نفسها التي رفضت إدانة الانقلاب في مصر، وإدانة حملة الإبادة الجماعية التي تعرضت لها الآلاف من المصريين وشاهدها العالم مباشرة على القنوات الدولية.
لقد وقفت أوروبا ضد إدانة الانقلاب العسكري في مصر وعملت على الترويج للسيسي، وكانت فرنسا من أول الدول التي زارها السيسي وخلال عهد الرئيس الاشتراكي هولاند، وفرنسا هي من أكثر الدول التي زارها السيسي منذ انقلابه.
وحتى عندما يكثر الحديث عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام المصري فيتم الدفع بالبرلمان الأوروبي لإصدار قرارات مطالبة باحترام حقوق الإنسان في مصر، وهي قرارات بدون تأثير عملي، فالبرلمان الأوروبي هو معبر عن القوى المهيمنة وطنيا، وبالتالي فهو يعبر عن توجهات الأنظمة ومن ورائها القوى الاقتصادية الحاكمة في تلك الدول.
كما أن فرنسا هي التي دعمت خليفة حفتر في محاولة انقلابه، وتوفر له الغطاء لارتكاب جرائمه وعدم محاسبته، وهي التي تقف خلف انقلاب الرئيس قيس سعيد، وضد نجاح التجربة الديمقراطية في تونس.
الاعتقاد بأن الديمقراطية تتحقق بالرهان على الدعم الأوروبي هو رهان خاسر وفاشل، فالدول الأوروبية تبحث عن مصالحها بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي، هل هو ديمقراطي أم غير ذلك، وهي مستعدة لمحاربة الديمقراطية والانقلاب على مخرجاتها إذا أفرزت من يناقض الرؤية الغربية المادية، خصوصا في الوطن العربي، لأن الديمقراطية ستفرز بطبيعة الحال منتخبين يعبرون عن رؤية تلك المجتمعات العربية، وهي رؤية مناقضة للنموذج الغربي المادي.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.