المغرب يحتج بقوة على ما تضمنته جلسة افتتاح دورة منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة بالجزائر
وجه الوفد البرلماني المغربي المشارك في الدورة 17 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة بالجزائر ما بين 26 و30 يناير 2023، رسالة احتجاج للأميــن العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، على إثر الحدث الذي شهدته جلسة افتتاح الدورة، وما تضمنه من محاولة للمس بالوحدة الترابية للمملكة، وتدخل في الشؤون الداخلية لبلد مسلم عضو في الاتحاد، من لدن ممثلة منظمة برلمانية غير عضو في الاتحاد.
وفي هذا الإطار، أوضح رئيس الوفد البرلماني المغربي، محمد أوزين، نائب رئيس مجلس النواب، أن استضافة السيدة Gloria Florés عن البرلمان الأنديني ودعوتها لحضور الجلسة الافتتاحية من لدن البلد المحتضن للدورة، لا يخولها، في جميع الأحوال، الخوض في مواضيع لا تندرج ضمن اختصاص المنظمة أو طرح أي مسائل خلافية من شأنها تقويض روح الاجماع التي تميز العمل الإسلامي المشترك.
وسجل أن مثل هذه التجاوزات تجسد خرقا سافرا لأهداف الاتحاد وللمبادئ التي تأسس عليها. وأنه لا يمكن السكوت عن هذه الممارسات أو التغاضي عنها، مؤكدا رفض الوفد البرلماني المغربي المطلق لما حدث، ولمضمون خطاب هذه السيدة جملة وتفصيلا.
ودعا المتحدث ذاته الأمانة العامة إلى سحب ما تضمنه هذا الخطاب من تقارير اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ووثائقها. كما طالب الأمانة العامة بالحرص على عدم تكرار ما حدث.
من جانب آخر، أكد أوزين للجزائريين أن ما يجمعهم بالمغرب أكثر مما يفرق، حيث اللغات والثقافة والعقيدة توحدنا، مشددا على تشبث المغرب بالأخوة الإسلامية.
وقال إن الجزائر أرض مليون ونصف مليون شهيد، بلد الشهداء الذين ضحوا من أجل الأرض والحرية والوحدة والترابية، هي دروس منهم لنا كأحفاد، للتمسك بالوحدة والدفاع عن الوطن الذي لا يقبل التجزئة أو التقسيم.
وشدد رئيس الوفد المغربي، أن بناء الوحدة المغاربية هو سبيلنا الوحيد، بمعية تونس وليبيا وموريتانيا، لأنها قدر تاريخي لا مفر منه، ولأن بناء تكتل اقتصادي مغاربي ممتد في عمقه الحضاري العربي والإسلامي خيار لا مفر منه، منبها إلى أن “ما يجمعنا يتجاوز الإكراهات العابرة”.
وبعد أن توقف عند إسهام المغرب في بناء منظمة المؤتمر الإسلامي التي أصبحت تسمى منظمة التعاون الإسلامي، أكد حرص المملكة على تقريب الأفكار بين جميع الدول الأعضاء، وعلى مركزية القضية الفلسطينية في اهتمام المغرب والمنظمة، دفاعا عن حق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وفي مركزها قضية القدس الشريف.
واستنكر أوزين وبشدة، الجريمة النكراء لحرق المصحف الشريف في بلدان أوربية، قائلا إن هذه الأحداث ليست الأولى من نوعها، في قارة ظلت ترفع شعار حماية حقوق الإنسان، منتقدا صمت المؤسسات الأوربية وعدم إدانتها لما وقع إلى الآن، كاشفا تناقض شعاراتها في حماية الحقوق والحريات.
هذا وتكللت المشاركة المغربية في هذه الدورة، باستصدار إدانة للقرار الأخير للبرلمان الأوروبي ضد المغرب، من لدن اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، ورفض تدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية، وفي مقدمتها المملكة المغربية، كما تم خلال الدورة، انتخاب البرلمان المغربي عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد.