استهتار ومخالفة للقانون.. إدعمار: جلُّ مجالس جماعات ما بعد 8 شتنبر لم تنجز برنامج عملها

بعد قرابة سنة ونصف على الانتخابات الجماعية ل 8 شتنبر 2021، والتي أفرزت مجالس جماعية تعاني في عمومها من الضعف والارتجالية وتنازع المصالح، وهي المثالب التي أضيفت إلى عجزها عن إعداد برنامج العمل، كما هو منصوص عليه في القانون التنظيمي للجماعات.
وفي هذا الصدد، أكد المنتخب الجماعي والبرلماني السابق، محمد إدعمار، أن جل الجماعات متخبطة، ولم تنجز برنامج عملها، سواء تعلق الأمر بمجالس الجهات أو العمالات والأقاليم أو الجماعات الترابية، في مخالفة صريحة للقانون الذي يلزمها بإعداد هذا البرنامج في غضون سنة بعد تشكيلها.
وأضاف إدعمار في حديث لـ Pjd.ma، حتى الذين قاموا بإعداد هذا البرنامج، لم تؤشر عليه سلطة المراقبة، لما فيه من اختلالات ومخالفات قانونية ومسطرية، أي أنه تم إعداده بطريقة غير لائقة، مشيرا إلى أن هذا وقع في الكثير من المجالس الجماعية، وعلى الصعيد الوطني.
وتساءل المتحدث ذاته: أمام هذا الواقع المؤلم، كيف تدبر الجماعات الترابية أمور مجالسها؟ بأي رؤية وبأي أفق؟ ما الذي يقومون به منذ 8 شتنبر إلى الآن؟ مشددا على أن ما يقع مؤشر خطير لتدني أداء الجماعات الترابية، وبأنها تمضي دون خارطة طريق، وبشكل عشوائي وعبثي.
وقال إدعمار إن الأصل أن تكون للجماعات بوصلة، تحدد لها كيفية جمع الموارد وتحصيلها وتنميتها وتطويرها، وكيفية صرفها، سواء ما تعلق بالشق الاجتماعي أو خدمات القرب، التي هي من عمق اختصاصات ووظائف الجماعات الترابية، أو الشق المرتبط بالاستثمار.
ولذلك، يردف رئيس جماعة تطوان السابق، يجب أن تكون للجماعات مَيزنة مضبوطة، تُدقَق فيها الامكانات الموظفة في كل مجال، مشيرا إلى أن حديث القانون التنظيمي عن برنامج عمل الجماعة شكل قفزة نوعية في التدبير الترابي.
وذكر أن هذا البرنامج هو في صالح المجلس أيضا، ذلك أنه يحرره من التخبط في التفاصيل اليومية، ويوفر له برنامج عمل متوسط المدى، مدروس وتشاركي، يوضح للمجلس المسار الذي يجب أن تسير فيه الجماعة، في علاقة بإمكاناتها وبالمهام الموكلة لها، وتفاعلا مع انتظارات وحاجيات الساكنة.
وقال إدعمار، نحن في حزب العدالة والتنمية، وكما تحدث عن ذلك أميننا العام الأستاذ عبد الإله ابن كيران في غير ما مرة، لا نريد لمن يدبر إلا النجاح، لأن في ذلك نجاح لبلدنا، لكن مع كامل الأسف والحسرة، ما نراه بعيد كل البعد عن النجاح، ولذلك نقول لهم استيقظوا واشتغلوا، مسترسلا، نحن ننبهم لأخطائهم بكل محبة لبلدنا ولجماعاتنا ولمواطنينا.
وخلص الفاعل السياسي إلى التأكيد أنه بدون برنامج عمل الجماعة، لا يمكن الحديث عن تنمية محلية أو تجويد للخدمات، أو تحسين للموارد، أو ترشيد للنفقات، أو حوكمة في العمل الترابي بشكل عام، مشددا على أن الوقت بدأ ينفذ من بين يدي مدبري ما بعد 8 شتنبر، مما يتطلب منهم الوعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، بكل التزام بالنصوص القانونية المؤطرة، واحترام للساكنة المحلية التي تستحق تدبيرا ترابيا لائقا وجيدا وفي تطور مستمر، لا العكس.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.