[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

الحكومة السريالية

محمد عصام


أمس الخميس عقدت الحكومة مجلسها العادي، وكان أول نقطة في جدول أعماله الاستماع إلى عرض لوزيرة السياحة حول برنامج فرصة.
وأنا أقرأ البلاغ الذي أصدرته الحكومة عقب ذلك الاجتماع، أحسست بالشفقة تجاه وزير التشغيل، الذي كان مضطرا للاستماع لذلك العرض حول مشروع يتعلق بصميم اختصاصه.
وحاولت أن أضع نفسي مكانه، وأتصور الشعور الذي من المفترض أن يكون معالي الوزير يداريه في دواخله ويكتمه بين جوانحه، هل هو الشعور بالاحتقار والمهانة وهو يرى اختصاصا أصيلا لوزارته يسحب منه؟ أم أنه أنه سيدس رأسه في رمال اللامبالاة وكأنه لم يسمع شيئا أو أنه ليس معنيا بأي شيء مما قيل أو يمكن أن يقال؟
أما بالنسبة للمواطن العادي وأنا واحد منهم، فمع هذا العبث الذي تقترفه هذه الحكومة وصلنا إلى مرحلة “إن البقر تشابه علينا”، وأحسسنا أن هذه الحكومة ليس فقط لا تحترم ذكاءنا، بل هي موغلة في الضحك علينا، وإضحاك العالمين فينا.
ففي كل حكومات العالم الاختصاصات تحدد بدقة، واقتطاع اختصاص من قطاع لقطاع آخر لابد أن يكون له ما يبرره، وفي حالتنا لا وجود لأي داع يفرض ذلك عدا المحاصصة الحزبية المقيتة، التي إن تخل ميدانا أو مجالا إلا أفسدته.
سريالية هذه الحكومة رافقها منذ ولادتها الأولى، فإلى حدود الساعة وبعد مرور سنة وما يقارب النصف لم يظهر لكتاب الدولة أثر كما وعد بذلك البلاغ الرسمي عند إعلان تعيين الحكومة، ومازال المتتبعون يتساءلون عن الأسباب الحقيقية وراء عدم اكتمال البناء الحكومي رغم كل هذا الوقت الذي مر إلى حدود الآن.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.