قروري: المرجعية المؤطرة للنقاش العمومي حول مدونة الأسرة محسومة دستوريا وبخطاب جلالة الملك

أكدت بثينة قروري، رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، النقاش العمومي بخصوص مدونة الأسرة مؤطر بخطاب جلالة الملك الذي أوضح المرجعية وحسمها، وكرر هذا حين قال بأنه لن يحل حراما أو يحرم حلالا.
وشددت قروري خلال مشاركتها ببرنامج “مباشرة معكم“، على القناة الثانية، الأربعاء 9 فبراير 2023، أن الاجتهاد في تعديل مدونة الأسرة يتم في ظل مقاصد الشريعة الإسلامية، مضيفة إن بلادنا ليست في حاجة إلى تغيير شامل للمدونة، وكأن المجتمع المغربي تغيرت بنيته، بل نحن في حاجة إلى تغيير بعض البنود وتصحيح بعضها، لاسيما ما يتعلق بالتنزيل والتفعيل.
وأوضحت قروري أن الاجتهاد في تعديل المدونة مطلوب، لكن يقوم به أهل الاختصاص، منبهة إلى أن هذا الاجتهاد ليس متاحا لأي كان، مؤكدة الحاجة إلى أن يكون النقاش حول المدونة محاطا بالرقي.
وأبرزت رئيسة منتدى الزهراء، أن الهدف من التعديل المطلوب هو وضع بنود وقوانين في صالح الأسرة، تساهم في استقرارها ونشر المودة والرحمة فيها، وتجنبها هذه النسب المرتفعة من حالات الطلاق.
وبخصوص موضوع زواج القاصرات، قالت قروري إن المنتدى قام بدراسة في هذا الجانب، بينت خلاصاتها أن المشكل موجود، وأنه ينتشر بشكل أكبر بين الأسر ذات الدخل المنخفض، سواء أسرة الفتاة أو الزوج، وينتشر أيضا بين الفتيات ذوات المستوى التعليمي الهش.
وقالت قروري إن وقوع زواج القاصرات لا يرتبط بالحصول على إذن القاضي، لأن الزواج يتم عقده في عدة حالات ولو دون إذن، منبهة إلى أن تجريم هذا الزواج أو تغريم الأب أو الزوج لن يحل الإشكال بقدر ما سيؤزمه، داعية إلى العمل على تطوير الوعي المجتمعي بما يسهم في محاصرة المسألة.
وبخصوص الطلاق، قالت قروري إن الزواج هو ميثاق غليظ، وأن العلاقات بين الطرفين ليست كعلاقات أفراد في شركة، لأن الأسرة، من الناحية الاجتماعية، بنية ناقلة للقيم الاجتماعية والحضارية، ولاحظنا ذلك في التضامن والتعاون المجتمعي والأسري خلال فترة كورونا.
وأشارت قروري إلى أن الطلاق بجميع أنواعه بلغ 135 ألف حالة، منتقدة تعقيد مساطر الزواج، في مقابل تبسيط مساطر الطلاق، داعية إلى تعميم مسطرة الصلح، لكن ليس بالشكل المعمول به حاليا، خاصة في ظل الضغط الذي يقع على القضاة بحكم كثرة الملفات.
وذكرت الفاعلة الحقوقية أن مشكل الطلاق في حالات كثيرة يرتبط بأسباب تافهة، ولذلك، أبرزت قروري أهمية تكوين المقبلين على الزواج على شاكلة ما هو معمول به في عدد من الدول، والوعي بخصوصية العلاقة الزوجية وقدسيتها، وأيضا بمخلفات الطلاق وآثاره السلبية على الأطفال خصوصا.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.