أمام الأزمة الكبيرة التي يعاني منها المواطن المغربي، وخاصة ما ارتبط بارتفاع الأسعار، دون أدنى تفاعل حكومي، أكد إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أن ما يقع يثبت أن “هذه الحكومة هي أكبر مشكلة“.
وأضاف الأزمي خلال مشاركه في ندوة نظمتها أكاديمية لحسن اليوسي الدورة الثالثة عشر للجامعة الشعبية، 18 فبراير 2023، أن المغاربة تفاجأوا بأن الحكومة التي سمت نفسها بحكومة الكفاءات هي عكس ذلك تماما، حيث ظهر بأنها ضعيفة وكفاءاتها ضعيفة أيضا وتواصلها ضعيف.
وقال الأزمي إن تزامن الغلاء في كل المواد، أي في الخضر والفواكه واللحوم والمواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها، أمر غير مسبوق، مشيرا إلى أن الغلاء ظهر منذ اليوم الأول من عمر هذه الحكومة.
وأشار الوزير السابق، إلى أن التضخم بلغ مستويات قياسية، حيث تجاوز الرقم الرسمي المعلن عنه، أي ما بين 8 و10 بالمائة، في ظل تضاعف سعر العديد من المواد ما بين 100 و300 بالمائة.
وعن السبب الهيكلي لهذه الارتفاعات، قال الأزمي إن غلاء المحروقات على رأس الأسباب، باعتبار المحروقات هي عصب الحياة الاقتصادية، وأن غلاء هذه المادة الحيوية هو أصل الداء.
وانتقد الأزمي تهرب الحكومة ورئيسها من المسؤولية في الموضوع، وعدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة والممكنة والمتاحة من أجل خفض أسعار المحروقات والتخفيف عن كاهل المواطنين.
وعن حملة الحكومة لمراقبة بائعي التجارة بالتقسيط، قال الأزمي إن إشكالية الأسعار لا توجد لدى تجار التقسيط، بل في المستوى المركزي، أي الإنتاج والتوزيع والتصدير.
ودعا الحكومة إلى أن تقوم بعملها على هذا المستوى، منتقدا أيضا البس عدد من أعضائها بتضارب المصالح وزواج للمال بالسلطة، وما يشكله ويخلفه ذلك من آثار سلبية على السياسة وعلى الاقتصاد، مؤكدا أن هذه الحكومة تعاني من فشل ذريع في السياسات الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء.
وجدد المسؤول الحكومي السابق التعبير عن افتخاره بالإصلاح الذي تم على صندوق المقاصة بخصوص المحروقات، قائلا إنه من أكبر الإصلاحات في تاريخ المغرب منذ الاستقلال.
وذكر أنه بفضل هذا الإصلاح تم توفير 100 مليار درهم سنوية لخزينة الدولة، منتقدا حديث رئيس الحكومة بخصوصه، قائلا إنه يبيع الوهم للمواطنين، مشددا أن الحكومة ليس بمقدورها التراجع عنه.
وخلص الأزمي إلى التأكيد أن المطلوب الآن هو المعقول في السياسية، معبرا عن ثقته في قدرة بلدنا على تجاوز الأوضاع الحالية، ومجابهة التحديات الداخلية والخارجية، على حد سواء، عبر أحزاب حقيقية، ممتدة شعبيا، وذات كفاءات حقيقة.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا