محمد عصام يكتب: همسات في أذن الناطق الرسمي باسم الحكومة!

قال الناطق الرسمي باسم الحكومة في لقاء صحفي نظمته مؤسسة الفقيه التطواني: إن قرار تحرير سوق المحروقات كان قرارا متسرعا، ولم يكن مبنيا على أسس، وأنه لا يمكن أن نطلق مجموعة من الشركات “لتـأكل المغاربة”، وكان من الواجب حسبه القيام بدراسة للنسيج المجتمعي نحدد من خلالها من يستحق الدعم المباشر ومن لا يستحق.
نهمس في أذن الناطق الرسمي، هل يعلم أن أكبر هذه الشركات “أكلا” للمغاربة هي شركة رئيسه في الحكومة والحزب، وهي الشركة التي تستحوذ على ما يقارب النصف من سوق المحروقات في المغرب، وأن بسبب جشع هذه الشركة ومن تواطأت معه من الشركات الأخرى، ارتفعت أسعار كل المواد وتضررت القدرة الشرائية للمواطنين بشكل غير مسبوق في تاريخ المغرب؟ !!!
ونهمس أيضا في أذن الناطق الرسمي، أن هذه الشركة ومثيلاتها تحوم حولها شكوك في اقتناء البترول الروسي بأثمنة أقل من السوق الدولية دون أن ينعكس ذلك على أسعار البيع داخل المغرب، مما يعني أن شهية “أكل المغاربة “مضاعفة لديها وبشراهة، وبدون أخلاق ولا نزاهة، أما الحس الوطني  في حضرة “الأكل الحرام” فهو آخر ما يفكر فيه !!!!
ونهمس أيضا في أذن الناطق الرسمي، هل يعلم أن رئيسه في الحكومة والحزب هو من اشترط وقف سياسة الدعم المباشر، وجعل ذلك شرطا لدخوله الحكومة في 2016، وتسبب باشتراطاته تلك واستقوائه بأربعة أحزاب سلمته زمام أمرها، أو فُرض عليها ذلك، في البلوكاج الشهير الذي رهن البلاد لنصف سنة كاملة.
فهل يقوى الناطق الرسمي على مواجهة “كبيره ” بهذه الحقائق؟ وهل يستطيع أن يجيبنا هو و”كبيره” لماذا لم يستطع أن يرد على الأستاذ ابن كيران حين كشف للمغاربة عن السبب الحقيقي وراء إفشال تشكيل الحكومة والتسبب في البلوكاج الشهير؟
وفي الندوة ذاتها لم يستطع الناطق الرسمي أن يجيب عن سؤال، إذا كان التحرير متسرعا فما الذي يمنع من التراجع عنه، خصوصا وأن الأمر لن يحتاج أكثر من مرسوم تخرجه الحكومة متى شاءت، واكتفى بالقول أن الآلية الوحيدة المتبقية للدعم هي صندوق المقاصة، والحقيقة التي يعرفها الجميع، أنه لولا التحرير لما استطاعت هذه الحكومة أو غيرها أن تقوم بالاستثمارات ولا أن تنفذ سياسات اجتماعية، بسبب ما عبَّر عنه وزير الميزانية بــــ “الثقب” الذي سيحدثه الأمر في الموازنة العامة للبلد، وقدَّر حجم “الثقب” بــــ 75 مليار درهم.
في الندوة ذاتها استعمل الناطق الرسمي لغة طالما ادعى وهو حزبه أنهما على النقيض الكامل منها، حين تحدث عن الخصومة أمام الله، في رده على ابن كيران في قضية ثمن اللحم بــــ 75 درهما، ونهمس في أذن الناطق الرسمي هل يقوى على مخاصمة 40 مليون مغربي أمام الله، لأن لا أحد منهم وجد ذلك السوق الذي يباع فيه اللحم بذلك الثمن منذ أن صرح بذلك ” سعادته ” إلى يوم الناس، رغم كل البهرجة و “show” الذي رافق حملات لجان المراقبة المحلية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.