مفيد: تعديل مدونة الأسرة يأتي في سياق دولي تتعرض فيه الأسرة للاستهداف

قالت خديجة مفيد، رئيسة مركز الدراسات الأسرية والبحث في القيم وقضايا الأسرة، إن موضوع تعديل مدونة الأسرة والذي يسيطر على الشأن التشريعي في مجتمعنا المغربي، يأتي في سياق دولي أصبحت فيه الأسرة مجال تحد عالمي.
واعتبرت مفيد في كلمة لها خلال اللقاء التكويني الرابع في ورش اصلاح مدونة الأسرة تحت عنوان: “مدونة الأسرة من النشأة الى الإصلاحات الدستورية، التحديات الواقعية والتوجهات الأيدولوجية“، 28 فبراير 2023، أن المستهدف الأول من هذا التحدي هو العالم العربي والإسلامي، الذي أصبح مضطرا لملاءمة تشريعاته مع العهد الدولي والمنظومة الوضعية.
وحذرت المتحدثة ذاتها من المطالب الغريبة التي ستتناسل بها المذكرات والملفات المطلبية، مثل العلاقات الرضائية والمساكنة والغاء التعدد نهائيا، والاعتراف بالأبناء غير الشرعيين وغيرهم.
وذكرت مفيد أنه على مدى السنوات الـ 15 الأخيرة، عشنا تغييرا متكاملا في كل ما يمكن للمنظومة الوضعية على مستوى المصطلحات في اللغة السياسية والاقتصادية والإعلامية والفنية والتعليمية، مصطلحات الهدف منها هو تحييد الدين من الحياة العامة والخاصة للإنسان، مشددة أن هذا “هو الصراع الدائم بين الأنظمة الوضعية والنظام الشرعي الإلهي”.
وبعد أن توقفت عند أهم المحطات التي شهدها تعديل المدونة وقوانين الأسرة منذ الاستقلال إلى 2004، أشارت مفيد إلى أن مطلب الحركة النسائية من التيار الإسلامي كان قويا ومركزا على مفهوم الأسرة، وكان له الأثر في دسترة مفهوم الأسرة.
ودعت الفاعلة الجمعوية إلى جعل الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة بتاريخ 03 فبراير 2004 بمناسبة تسلم جلالته مدونة الأسرة من رئيسي مجلسي البرلمان وكذا خطاب العرش لسنة 2022، الإطار الذي يجب أن يتصدر مذكراتنا.
وخلصت مفيد إلى أن مدونة 2004 جاءت بإصلاحات عميقة وموضوعية، كالولاية في الزواج وموضوع الحضانة ورعاية الأطفال، لكن ضاع معها التعدد كحل للمجتمع وضاعت القوامة، بحسب تعبيرها.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.