يتيم يكتب: إلى دعاة تغيير أحكام الشريعة في الإرث: “ما خلا بومارت ما يتورث”

لم يجد بعض المحسوبين على النضال الحقوقي من قضية يناضلون فيها إلا أحكام الشريعة القطعية، وإلا الرجوع لقضية الإرث ومدونة الأسرة، وكأنه لم يبق في سجل حقوق الإنسان وحقوق المرأة المهضومة في المغرب إلا الميراث، وهو من التشريعات القرآنية التي وردت مفصلة وقطعية والأنصبة فيه محددة …
وظهرت جرأتهم أكثر على القرآن والسنة وإجماع العلماء المعتبرين وعلى إمارة المؤمنين التي حسمت الموضوع بتأكيدها على أنها لا يمكن أن تحرم حلالا ولا أن تحلل حراما …
يقع هذا في الوقت الذي يمارسون فيها “نضالا” بإعداد التقارير في المكاتب المكيفة والسكوت والتواطؤ على دوس الحقوق السباسية والاجتماعية، كما وقع ويقع عند إفساد الانتخابات، ووضع قوانين انتخابية على المقاس، أو ما نشهده من خلال الدوس على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية من خلال الصمت على الريع والافتراس وطحن المواطن اقتصاديا واجتماعيا والاغتناء غير المشروع على حساب لقمة العيش ” الحارة “، وتبليص الأقارب من خلال مباريات فاسدة ومطعون في نزاهتها، وانتخابات فاسدة بقوانين غير ديمقراطية وومارسات ريعية … والفتنة قائمة لعن الله من أيقظها ..
إن الشعب الذي قال كلمته واختار مسيرته خلال للمسيرة المليونية في الدارالبيضاء ذات 12 من فبراير من سنة 2000، لم يتغير وما زال مستعدا للخروج من جديد … لأنه مؤمن بأحكام الشريعة القطعية، والذي لا يمكن أن يأخذ الفتاوى إلا من علمائه المعتبرين الصادقين.
ونحن ننتظر منهم كما تعودنا مواقف واضحة من العلماء أفرادا ومؤسسات … ” الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ….”
المرأة المغربية لا تشكو من حيف المدونة وجور شريعة الإرث .. ولكنها تشكو من الاستغلال الاقتصادي والاجتماعي في المعامل والمزارع ..وتشكو من غلاء الأسعار وقهر المعيشة .. وتشكو من التحرش في الشارع والإدارة والمعامل.
اسألوا عن حال بائعات الخبز وخادمات المنازل وعن زوجات العمال الذين لا يتمتعون حتى بالحد الأدنى للأجور ومعاناتهن مع القفة وليس مع المدونة .. .. بل اسألوا حتى الموظفات المكافحات بجانب أزواجهن أو المكافحات من أجل مساعدة أسرهن …. هن لا يشتكين من جور شريعة الإرث لأنه ينطبق على أوضاعهن وأوضاع عائلاتهن، مثلٌ شعبي تردده والدتي وهي تتحدث عن وضع العوز والفقر الذي كانت تعيشه أسرتنا كثيرة الأطفال ( ولدت احدى عشر نفسا ) : “ما خلا بومارت ما يتورث”
ألا قبح الله الأيديولوجيا بمعنى الوعي المزيف الذي يسهم في تزييف الوعي ..

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.