بوكمازي يكتب: حين يتحول المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى “الجمعية” الوطنية لحقوق الإنسان

منذ الوهلة الأولى لتعينها سعت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى تحجيم دور مؤسسة وطنية ودستورية من قيمة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وعملت على جعله بمثابة جمعية تشتغل في مجال حقوق الإنسان وتعبر عن وجهة نظر أحد تيارات المجتمع المغربي.

هذا المسار والمسعى يخدم أجندة ووجهة نظر القائمين عليه ويحقق رغباتهم اللحظية، ولكن مع كامل الأسف يضرب في العمق قيمة المؤسسة، ويجعلها فاقدة للمشروعية ويمس بأدوارها ورمزيتها، لاسيما في اللحظات التي تكون بلادنا في حاجة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان باعتباره مؤسسة وطنية للاضطلاع بعدد من الأدوار الحيوية.

الاستفراد بإعداد وجهات نظر واقتراحات تحسب على مؤسسة المجلس، يجعل من تلك المخرجات مهما كانت أهميتها غير ذات بال وجدوى لأنها لا تعكس التعددية والاختلاف المطلوب في المؤسسة، وهو ما يقلل من قيمة ما يصدر عنها ويفرض عمليا التعامل مع اقتراحاته باعتباره جمعية من الجمعيات الفاعلة في مجال حقوق الإنسان والمعبرة عن رأي فئة صغيرة من فئات المجتمع.

هو الإضعاف المستمر لمختلف البنيات، هو الإنهاك المقصود للمؤسسات الوطنية والدستورية والتقليل من قيمتها وشأنها والذي له أن يؤثر سلبا لا إيجابا على الأدوار الحيوية التي يفترض أن تلعبها في اللحظات الدقيقة والمفصلية والحاسمة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.