أوريد يفكك تداعيات الاتفاق السعودي الإيراني على تشكيل “شرق أوسط جديد”

أكد المفكر و الأستاذ الجامعي حسن أوريد، أن الاتفاق السعودي الإيراني من أجل استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، برعاية صينية، والإعلان عنه من الصين، يُعتبر حدثاً مفصلياً في الشرق الأوسط وفي العلاقات الدولية.
واعتبر أوريد في مقال رأي بعنوان: “شرق أوسط جديد.. على هامش استئناف العلاقات الدبلوماسية ما بين طهران والرياض“، نشره عبر “عربي بوست”، 14 مارس 2023، أن خطورة الحدث، أي أهميته، ليست في أن الغريمين؛ السعودية وإيران، اللذين اتسمت علاقاتهما بالحذر والتوتر، إما مباشرة، أو بكيفية غير مباشرة، عبر وكلاء، قررا استعادة علاقتهما، أي العودة للوضع الطبيعي في علاقة الدول بعضها ببعض، ولكن لأن الأمر تم برعاية الصين.
وقال الأكاديمي المغربي أنه بهذا الحدث، تدشن الصين دخولها كلاعب استراتيجي في منطقة حيوية وملتهبة ظلت حكراً على الغرب، مبرزا أن الصين لم تعد مجرد قوة اقتصادية، وشريك تجاري، كما كان يُنظر إليها، ولكن أصبحت فاعلاً استراتيجياً، يقيم أحلافاً ويرسم قواعد جديدة في منطقة كانت المجال المحفوظ للولايات المتحدة.
وشدد أوريد أن الاتفاق هو تحوّل استراتيجي، سيتمخّض عن تداعيات جمّة، في الشرق الأوسط، ويمكن أن يمتد إلى شمال إفريقيا.
وتابع: “يهتز دور الولايات المتحدة التي سعت أن تقلل من الاتفاق، ويتهلهل ما سعت أن تبنيه من اتفاق أبراهام، الذي يتوخى رسم حلف ما بين الدول العربية وإسرائيل لمواجهة “الخطر” الإيراني”، معتبرا أنه “من العسير أن يستعيد حلف أبراهام عافيته مع هذا الاختراق”.
وقال الكاتب إن “قدام السعودية على تطبيع علاقتها مع غريمها “الفارسي” والشيعي” سيؤثر سلباً في منسوب الثقة بينها والولايات المتحدة”، واصفا ما وقع بأنه تحول استراتيجي من أجل الارتباط بعلاقات طبيعية مع الولايات المتحدة، وطبيعية فقط.
واعتبر أوريد أن الرابح الثاني  من هذا  الاتفاق هو إيران، التي تقع تحت طائلة العقوبات الاقتصادية ووضع داخلي مهتز والضغوطات الغربية. مردفا: “تبعثر طهران الأوراق وتكسب، من خلال التطبيع مع غريمها السني، على أصعدة عدة، مما يلزمها ببعض التنازلات، خاصة في الملف اليمني، ولكن يجعلها تستعيد أنفاسها وترتب أوراقها”.
“أما الخاسرون”، يسترسل أوريد، فهم، أولاً إسرائيل، التي كانت تتوقع تطبيعاً مع السعودية. ويزداد هذا الأمل بُعداً مع تقرب الرياض من طهران، مضيفا، والخاسرون هم المتحلقون حول اتفاق أبراهام الذي يمر بظروف عصيبة، مع حكومة يمينية متطرفة، وسياسة كسر عظام الفلسطينيين، والتلويح بالضم النهائي للضفة.
وتابع، والخاسر كذلك هو مصر، التي تمر بظروف اقتصادية صعبة للغاية، ولا يمكنها أن تُعوّل على دعم “الأشقاء”، خاصة بعد التراشق الإعلامي الذي بثته بعض وسائل الإعلام المصرية ضد بعض دول الخليج، خاصة السعودية، في أساليب تَعدم اللياقة في التعبير عن الاختلاف، بل حتى عن الخلاف.
وقال أوريد إننا أمام تحول مفصلي في الشرق الأوسط، ليس مجرد إجراء تكتيكي بل استراتيجي، مؤكدا أن  “استئناف العلاقة بين طهران والرياض في غضون شهرين لن يحل المشاكل بين البلدين، ولكنه يرسي قواعد جديدة، وأسلوباً جديداً، يجعل المنطقة تدخل حقبة جديدة، ببراديغم جديد، وفاعلين جدد، ستكون له انعكاسات جمّة على المنطقة”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.